تَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى الْحَبِيبِ تَحِيَّةً ... وَتَبُثُّهُ بِمَطَاوِلِ الأَسْقَامِ
وَتَقُلْ لَهُ إِنَّ الْتُقَى زَمَّ الْهَوَى ... لَمَّا سَمَا مُسْتَعْجِلا بِزِمَامِ
فَقَالَ أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَمَضَى فَمَا كَانَ بِأَسْرَعِ مِنْ أَنْ رَجَعَ فَقَالَ قَدْ بَلَّغْتُ الْقَوْمَ رِسَالَتَكَ قَالَ فَمَا قَالُوا قَالَ قَالُوا
لَئِنْ كَانَ تَقْوَى اللَّهِ زَمَّكَ أَنْ تَنَلْ ... أُمُورًا نَهَى عَنْهَا فَهُنَّ حَرَامُ
فَزُرْنَا لِنَقْضِيَ مِنْ حَدِيثٍ لُبَانَةً ... وَنَشْفِي نُفُوسًا آذَنَتْ بِسِقَامِ
قَالَ فَوَثَبَ قَائِمًا ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ
لَا قَلَّ مَنْ هَذَا وَفِيهِ لِذِي الْهَوَى ... شِفَاءٌ وَقَدْ يَسْلُوا الْفَتَى جِدُّ وَامِقِ
إِذَا الْيَأْسُ حَلَّ الْقَلْبَ لَمْ يَنْفَعِ الْبُكَا ... وَهَلْ يَنْفَعُ الْمَعْشُوقُ دَمْعَةُ عَاشِقِ
قَالَ وَمَضَى فَقُمْتُ خَلْفَهُ فَقُلْتُ لأَهْلِهِ لَا يَتْبَعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ وَتَبِعْتُهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالرَّأْيِ وَالدِّينِ وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ فَوَقَفَ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ
فَهَأَنَذَا قَدْ جِئْتُ أَشْكُو صَبَابَتِي ... وَأُخْبِرُكُمْ عَمَّا لَقِيتُ مِنَ الْحُبِّ
وَأُظْهِرُ تَسْلِيمًا عَلَيْكُم لِتَعْلَمُوا ... بِأَنِّي وَصُولٌ ثُمَّ ذَا مِنْكُمْ حَسْبِي
قَالَ فَلَمَّا فَهِمْتُ الْقِصَّةَ وَخَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُنِي أَحَدٌ أَوْ يَرَاهُ بَعْضُ مَنْ يَعْرِفُهُ أَوْ يَفْهَمَ قِصَّتَهُ خَرَجْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ مَا جُلُوسُكَ عَلَى بَابِ الْقَوْمِ وَلَمْ يَأْذَنُوا لَكَ قَالَ بَلَى فَقُلْتُ كَيْفَ وَهُمْ يَقُولُونَ
بِاللَّهِ رَبِّكَ لَا تُمُرُّ بِبَابِنَا ... إِنَّا نَخَافُ مَقَالَةَ الْحُسَّادِ