ذم الهوي (صفحة 544)

يَكُونُ مَا شِئْتُ أَنْ يَكُونَ وَمَا ... قَدَرْتَ أَنْ لَا يَكُونُ لَمْ يَكُنِ

لَوْ شِئْتَ إِذْ كَانَ حُبُّهَا عَرَضًا ... لَمْ تُرِنِي وَجْهَهَا وَلَمْ تَرَنِي

يَا جَارَةَ الْحَيِّ كُنْتِ لِي سَكَنًا ... إِذْ لَيْسَ بَعْضُ الْجِيرَانِ بِالسَّكَنِ

أَذْكُرُ مِنْ جَارَتِي مَحَاسِنَهَا ... طَرَائِقًا مِنْ حَدِيثِهَا الْحَسَنِ

وَمِنْ حَدِيثٍ يَزِيدُنِي مِقَةً ... مَا لِحَدِيثِ الْمَوْمُوقِ مِنْ ثَمَنِ

قَالَ فَكَتَبْتُهَا ثُمَّ قَامَتْ مُوَلِّيَةً

بَلَغَنِي عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نَهْدٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ مُرَّةُ زُوِّجَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ جَمِيلَةٌ يُقَالُ لَهَا لَيْلَى وَكَانَ مُسْتَهَامًا بِهَا فَضُرِبَ عَلَيْهِ الْبَعْثُ إِلَى خُرَاسَانَ فَكَرِهَ فِرَاقَهَا وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَجِدْ مِنْ ذَلِكَ بُدًا فَخَلَّفَهَا عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ بِرَاذَانَ فَغَزَا ثُمَّ تَعَجَّلَ فَلَمَّا صَارَ بِرَاذَانَ جَلَسَ قَرِيبًا مِنَ الْقَصْرِ وَكَرِهَ أَنْ يَدْخُلَ نَهَارًا فَخَرَجَتْ مِنَ الْقَصْرِ جَارِيَةٌ فَقَالَ لَهَا مَا فَعَلَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي خَلَّفْتَهَا عِنْدَكُمْ قَالَتْ أَمَا تَرَى ذَلِكَ الْقَبْرَ الْجَدِيدَ فَإِنَّهُ قَبْرُهَا فَلَمْ يُصَدِّقْ حَتَّى خَرَجَتْ أُخْرَى فَسَأَلَهَا فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَتَى الْقَبْرَ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ

فَيَا قَبْرَ لَيْلَى لَوْ شَهِدْنَاكَ أَعْوَلَتْ ... عَلَيْكَ نِسَاءٌ مِنْ فَصَيحٍ وَمِنْ عَجَمِ

وَيَا قَبْرَ لَيْلَى مَا تَضَمَّنْتَ مِثْلَهَا ... شَبِيهًا لِلَيْلَى فِي عَفَّافٍ وَفِي كَرَمِ

وَيَا قَبْرَ لَيْلَى أَكْرِمَنَّ مَحِلَّهَا ... تَكُنْ لَكَ مَا عِشْنَا عَلَيْنَا بِهَا نِعَمُ

وَيَا قَبْرَ لَيْلَى إِنَّ لَيْلَى غَرِيبَةٌ ... بِرَاذَانَ لَمْ يَشْهَدْكَ خَالٌ وَلا ابْنُ عَمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015