أَشْكُو إِلَى ذِي الْعَرْشِ مَا ... لاقِيتُ مِنْ أَمْرِ الْخَلِيفَهْ
يَسَعُ الْبَرِيَةَ عَدْلُهُ ... وَيُرِيدُ ظُلْمِي فِي ضَعِيفَهْ
عَلِقَ الْفُؤَادُ بِحُبِّهَا كَالْحِبْرِ يَعْلَقُ بِالصَّحِيفَهْ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ
أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ قَالَتْ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ السَّرَّاجِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلافِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ قَالَ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا احْمَد ابْن مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ الْقُمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْمُصْعَبِ الْمَدِينِيُّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ عُبَيْدٍ وَكَانَ قَدْ تِيمَ عَقْلُهُ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ وَيَقُولُ
الْحُبُّ لَوْ قَطَّعَنِي ... مَا قُلْتُ لَلْحُبُّ ظَلَمْ
قَدْ كُنْتُ خِلْوًا زَمَنًا ... فَالْيَوْمُ يَبْدُو مَا كَتَمْ
قَالَ قُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ
فَقَالَ مَنْ أَنْتَ قُلْتُ أَنَا أَخُوكَ أَبُو الْمُصْعَبِ
قَالَ عَشِيَّةً تَجِيءُ وَأُخْرَى تَذْهَبُ وَأَنَا أَتَوَقَّعُ الْمَوْتَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ قُلْتُ اللَّهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَنْ ظَلَمَكَ
قَالَ مَهْ وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ يَنَالَهُ مَكْرُوهٌ
ثُمَّ تَنَفَّسَ حَتَّى رَحِمْتُهُ وَذَهَبَ عَقْلُهُ فَقُمْتُ عَنْهُ
أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وأَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ قَالَتْ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالا أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ حَيُّوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مِخْنَفٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ أَذِنَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ لِلنَّاسِ يَوْمًا فَكَانَ فِيمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَتًى مِنْ بَنِي عُذْرَةَ فَلَمَّا أَخَذَ النَّاسُ مَجَالِسَهُمْ قَامَ الْفَتَى الْعُذْرِيُّ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ ثُمَّ أنشأ يَقُول
معاوى يَاذَا الْفَضْلِ وَالْحِلْمِ وَالْعَقْلِ ... وَذَا الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَالْجُودِ وَالْبَذْلِ