جَعْفَرٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ, قَالَ: اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ, فَأَخَّرَ الْخُرُوجَ, حَتَّى تَعَالَى النَّهَارُ, ثُمَّ خَرَجَ, فَخَطَبَ, فَأَطَالَ الْخُطْبَةَ, ثُمَّ نَزَلَ, فَصَلَّى, وَلَمْ يُصَلِّ لِلنَّاسِ يَوْمَئِذٍ الْجُمُعَةَ, فَذُكِرَ ذَلِكَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ, فَقَالَ: أَصَابَ السُّنَّةَ.

رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (محمد بن بشّار) بُندَار البصريّ الحافظ الثبت [10] 24/ 27.

2 - (يحيى) القطان المتقدّم قريبًا.

3 - (عبد الحميد بن جعفر) الأنصاريّ المدني، صدوق، رمي بالقدر، وربّما وهم [6] 26/ 914.

4 - (وهب بن كَيسان) القرشيّ مولى آل الزبير، أبو نُعيم المدني الْمُعَلّم، ثقة، من كبار [4] 17/ 526.

5 - (ابن عباس) - رضي اللَّه عنهما - 27/ 31. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وفيه بصريان: شيخه، ويحيى، ومدنيان: عبد الحميد، ووهب، والصحابي مدني بصري، وفيه ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - البحر الحبر أحمد العبادة الأربعة، والمكثرين السبعة. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن وهب بن كيسان -رَحِمَهُ اللَّهُ- أنه (قال: اجتَمَعَ عِيدَان) أي عيد الفطر، والجمعة، فعند أبي داود من رواية عطاء: "قال: اجتمع يوم جمعة، ويوم فطر على عهد ابن الزبير ... ".

وفي رواية الحاكم عن وهب بن كيسان، قال: "شهدت ابن الزبير بمكة، وهو أمير، فوافق يومُ فطر، أو أضحى يومَ الجمعة، فأخر الخروج حتى ارتفع النهار، فخرج، وصعد المنبر، فخطب، وأطال الخطبة، ثم صلّى ركعتين، ولم يصلّ الجمعة، فعاتبة عليه ناس من بني أمية بن عبد شمس، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: "أصاب ابنُ الزبير السنّةَ"، فبلغ ابنَ الزبير، فقال: "رأيت عمر بن الخطاب، إذا اجتمع عيدان، صنع مثل هذا".

وتقدّم وجه تسمية الجمعة عيدًا في الحديث الماضي (عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ) أي في مدّة خلافة عبد اللَّه ابن الزبير - رضي اللَّه عنه - (فَأَخرَ الخُرُوجَ، حَتَّى تَعَالَى) أي ارتفع (النَّهَارُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَخَطَبَ) وفي نسخة "يخطب"، وفيه أنه قدّم الخطبة، وقد سبق أن ابن الزبير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015