وفي نسخة "فكان" (لِلنَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - رَكْعَتَانِ، وَلَهُمْ رَكْعَةٌ) أي لكلّ رجل من الطائفتين ركعة، وهذا ظاهر في كونهم اكتفوا بركعة واحده، وأصرح منه الرواية التالية لهذه من طريق عبد الرحمن المسعوديّ، عن يزيد الفقير بلفظ: "ثم إن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - سلّم، فسلّم الذين خلفه، وسلم أولئك"، ففيه أن الطائفتين سلموا بسلامه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فلو كانوا صلوا ركعة أخرى لبُيّن كما بُيّن في الروايات الأخرى .. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

المسألة الأولى: في درجته: حديث جابر بن عبد اللَّه - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا صحيح.

المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:

أخرجه هنا -17/ 1545 - وفي "الكبرى" 22/ 1933 - بالسند المذكور. وفي 1546 - و"الكبرى" 1934 - عن أحمد بن المقدام، عن يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن ابن عبد اللَّه المسعوديّ، يزيد الفقير، عنه. والحديث من أفراد المصنف، لم يخرجه من أصحاب الأصول غيره، وأخرجه (أحمد) 3/ 298. (ابن خزيمة) 1347 و 1348 و 1364. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

1546 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ, قَالَ: أَنْبَأَنِي يَزِيدُ الْفَقِيرُ, أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ, فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَقَامَتْ خَلْفَهُ طَائِفَةٌ, وَطَائِفَةٌ مُوَاجِهَةَ الْعَدُوِّ, فَصَلَّى بِالَّذِينَ خَلْفَهُ رَكْعَةً, وَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ, ثُمَّ إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا, فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا فِي وَجْهِ الْعَدُوِّ, وَجَاءَتْ تِلْكَ الطَّائِفَةُ, فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - رَكْعَةً, وَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ, ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - سَلَّمَ, فَسَلَّمَ الَّذِينَ خَلْفَهُ, وَسَلَّمَ أُولَئِكَ.

رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (أحمد بن المقدام) أبو الأشعث العجلي البصري، صدوق [10] 138/ 319.

2 - (يزيد بن زريع) أبو معاوية البصريّ، ثقة ثبت [5] 5/ 5.

3 - (عبد الرحمن بن عبد اللَّه) بن عُتبة بن عبد اللَّه بن مسعود المسعوديّ، صدوق اختلط بآخره، فمن سمع منه في بغداد، فبعد الاختلاط [7] 5/ 849.

والباقيان تقدما في الذي قبله، وكذا الكلام على الحديث، وباللَّه تعالى التوفيق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015