الناس" يحتمل أن يكون الناس فاعلاً، وأن يكون مفعولاً, لأن "صفّ" يتعدى، ويلزم.
وقوله: "موازي العدو" أي مقابله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
1531 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, قَالَ: حَدَّثَنِي الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ, عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانٍ, عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - مِثْلَ صَلاَةِ حُذَيْفَةَ.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا السند هو الذي قبله، سوى:
1 - (الرُّكين بن الربيع) -بتصغير الأول، وتكبير الثاني -بن عَمِيلة -بفتح المهملة، وكسر الميم- الفَزَاريّ، أبو الربيع الكوفي، ثقة [4] 130/ 193.
2 - (القاسم بن حسان) العامريّ الكوفيّ، مقبول [3].
روى عن أبيه، وعمه عبد الرحمن بن حرملة، وزيد بن ثابت، وفُلفُلة الجعفيّ. وعنه الرُّكين بن الربيع، والوليد بن قيس السكونيّ. ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن شاهين في "الثقات": قال أحمد بن صالح: ثقة. وقال ابن القطان: لا يعرف حاله.
أخرج له أبو داود، والمصنف، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا، وفي "كتاب الزينة" 5088 حديث: "كان يَكره عشر خصال ... " الحديث.
3 - "زيد بن ثابت" بن الضحّاك الصحابي الشهير - رضي اللَّه تعالى عنه -، تقدم 122/ 179.
وقوله: "مثل صلاة حذيفة" لم يسق المصنف لفظ حديث زيد بن ثابت - رضي اللَّه عنه -، بل أحاله على لفظ حذيفة - رضي اللَّه عنه -، وساقه ابن حبان في "صحيحه" جـ7/ 121 - ولفظه: "عن القاسم بن حسّان، قال: أتيت زيد بن ثابت، فسألته عن صلاة الخوف؟، فقال: صلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - وصَفٌّ خلفه، وصفٌّ بإزاء العدوّ، فصلى بهم ركعة، ثم ذهبوا إلى مصافّ إخوانهم، وجاء الآخرون، فصلّى بهم ركعة، ثم سلم، فكان للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ركعتان، ولكلّ طائفة ركعة".
والحديث صحيح.
[فإن قلت]: كيف يصحّ، وفيه القاسم بن حسان، قال عنه ابن القطّان: لا يُعرف حاله، وقال عنه في "التقريب": مقبول؟.
[قلت]: القاسم بن حسان روى عنه اثنان، ووثقه أحمد بن صالح، كما تقدم عن ابن شاهين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فلا يضرّه قول ابن القطّان، ولا ما قاله في "التقريب"، فتنبّه.