وللبزّار من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: "صدّقوا تصديقنا، وآمنوا إيماننا" (وَلَهُمْ أَمْوَالٌ، يَتَصَدَّقُونَ) زاد في نسخة "بها" (وَيُنْفِقُونَ) وفي "الهندية": "ويُعتقون" من الإعتاق، أي يحرّرون الرقاب.
وعند البخاري من حديث أبي هريرة: "ولهم فضل أموال، يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدّقون".
قال في "الفتح": قوله: "يحجون بها" أي ولا نحجّ، يشكل عليه ما وقع في رواية جعفر الفريابي من حديث أبي الدرداء: "ويحجون كما نحجّ"، ونظيره ما وقع هنا: "ويجاهدون"، ووقع في الدعوات من رواية ورقاء، عن سُميّ: "وجاهدوا كما جاهدنا".
لكن الجواب عن هذا الثاني ظاهر، وهو التفرقة بين الجهاد الماضي، فهو الذي اشتركوا فيه، وبين الجهاد المتوقّع، فهو الذي تقدر عليه أصحاب الأموال غالبًا، ويمكن أن يقال مثله في الحجّ، ويحتمل أن يقرأ "يحجون بها" بضم أوله من الرباعي، أي يُعينون غيرهم على الحج بالمال انتهى (?).
(فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا صَلَّيْتُمْ) أي فرغتم من الصلاة، وَسَلّمْتُم منها.
والظاهر أنه يشمل الفرض والنفل، لكن حمله أكثر العلماء على الفرض، لوقوعه في حديث كعب بن عُجْرة -رضي الله عنه- عند مسلم مقيّدًا بالمكتوبة. قاله في "الفتح".
(فَقُولُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ: وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ: وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ عَشْرًا) زيادة التهليل منكرة لأن روايات الثقات الحفّاظ خالية منها. والفَه تعالى أعلم (فَإِنَّكُمْ تُدْرِكُونَ بِذَلِكَ مَنْ سَبَقَكُمْ) أي من أهل الأموال الذين امتازوا عليكم بالصدقة، والسبقية هنا يحتمل أن تكون معنوية، وأن تكون حسّيّة، قال الشيخ تقي الدين: والأول أقرب.
وقال السنديّ: قوله: "من سبقكم" أي فضلاً، وكذا "مَن بعدكم"، أي فضلاً، ولا عبرة بالسبق والتأخر الزمانيين، والله تعالى أعلم انتهى.
(وَتَسْبِقُونَ مَنْ بَعْدَكُمْ) وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عند الشيخين: "قال: ألا أحدّثكم بما إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيهم، إلا من عمل مثله، تسبحون، وتحمدون، وتكبرون خلف كلّ صلاة، ثلاثًا وثلاثين".