فيه قبول ما وافق الثقات في الروايات، وترك ما لم يُتابع عليه، وهو ممن أستخير الله تعالى فيه. وقد حدّث عبد العزيز عنه، عن أنس بحديث منكر، ولا يعرف له سماع من أنس.
وقال ابن سعد: كان ثقة، مات سنة (137)، وكذا قال البخاريّ. وقال النفيليّ: مات سنة (6). وقال أبو عُبيد وغيره: مات سنة (8). وقال خليفة بن خيّاط: مات سنة (9) وقيل: غير ذلك في تاريخ وفاته. روى له الأربعة، وله في هذا الكتاب (5) أحاديث.
4 - (عكرمة) مولى ابن عباس، ثقة ثبت مُفسّر [3] تقدم 2/ 325.
5 - (مجاهد) بن جبر، أبو الحجاج المخزوميّ مولاهم المكيّ، ثقة إمام [3] تقدم 27/ 31.
6 - (ابن عباس) عبد الله البحر -رضي الله عنهما-، تقدّم 27/ 31. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما، أنه (قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-) وفي نسخة: "إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-".
قال في "الفتح": سُمّي منهم في رواية محمد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة أبو ذرّ الغفاريّ. أخرجه أبو داود، وأخرجه جعفر الفريابيّ في "كتاب الذكر" له من حديث أبي ذرّ نفسه، وسُمّي منهم أبو الدرداء عند النسائي (?) وغيره من طرق عنه، ولمسلم من رواية سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة أنهم قالوا: "يا رسول الله"، فذكر الحديث، والظاهر أن أبا هريرة منهم، وفي رواية النسائي (?)، عن زيد بن ثابت، قال: "أمرنا أن نسبّح" الحديث، وهذا يمكن أن يقال فيه إن زيد بن ثابت كان منهم، ولا يعارضه قوله في رواية ابن عجلان عن سُمَيّ عند مسلم: "جاء فقراء المهاجرين"، لكون زيد بن ثابت من الأنصار، لاحتمال التغليب انتهى (?).
(فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الأَغْنِيَاءَ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي) وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وغيره: "ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العُلَى، والنعيم المقيم، يصلون الخ" (وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ) زاد في حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-: "ويذكرون كما نذكر"،