وغيرُهما من أهل اللغة في جبريل ومكائيل: إن جَبْر، ومِيك اسمان أضيفا إلى إيل، وأل، وقال: وإيل، وأل: اسمان لله تعالىَ، وجبر، وميك: معناه بالسريانية عبد، فتقديره عبد الله.
قال أبو علي الفارسي: هذا الذي قالوه خطأ من وجهين:
أحدهما: أن "إيل" و "أل" لا يعرفان في أسماء الله تعالى. والثاني: أنه لو كان كذلك لم يتصرف آخر الاسم في وجوه العربية، ولكان آخره مجرورًا أبدًا، كعبد الله.
قال النووي رحمه الله: وهذا الذي قاله أبو علي، هو الصواب، فإن ما زعموا باطل، لا أصل له.
(واعلم) أن جبريل يقال له الناموس بالنون كما ثبت في الصحيحين في حديث المبعث. قال أهل اللغة: الناموس صاحب سر الرجل الذي يُطلِعُهُ على باطن أمره، وقيل: الناموس صاحب خبر
الخير، والجاسوس صاحب خبر الشر.
وقد تظاهرت الدلائل على عظَمِ مَرْتَبَة جبريل عليه السلام، قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 97، 98]، وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ ...} [الشعراء: 192، 193، 194] الآية.