وفي رواية عبد الرزاق عن معمر، عن ابن شهاب "أخر الصلاة" يعني العصر. وللطبراني من طريق أبي بكر بن حزم أن عروة حدث عمر بن عبد العزيز -وهو يومئذ أمير المدينة في زمان الوليد بن عبد الملك- وكان ذلك زَمَانَ يُؤخِّرُونَ فيه الصلاة، يعني بني أمية.
قال ابن عبد البر: المراد أنه أخرها حتى خرج الوقت المستحب، لا أنه أخرها حتى غربت الشمس. اهـ.
قال الجامع عفا الله عنه: يؤيد ما قاله الحافظ ابن عبد البر رحمه الله رواية المصنف، حيث قال "شيئًا" بالتنكير، وكذا رواية أبي داود "وكان قاعدًا على المنبر، فأخر العصر شيئًا"، وفيها أيضًا بيان سبب تأخيره، وهو أنه كان مشتغلًا بمصالح المسلمين، لا للتهاون بأمر الصلاة.
قال الحافظ رحمه الله: وأما ما رواه الطبراني من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أسامة بن زيد الليثي، عن ابن شهاب في هذا الحديث قال: "دعا المؤذنُ لصلاة العصر، فأمسى عمر بن عبد العزيز قبل أن يصليها" فمحمول على أنه قارب المساء، لا أنه دخل فيه.
وقد رجع عمر بن عبد العزيز عن ذلك، فَروى الأوزاعيُّ عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبيه: أن عمر بن عبد العزيز -يعني في خلافته- كان يصلي الظهر في الساعة الثامنة والعصر في الساعة العاشرة