14/ 644.
3 - (أبو سعيد الخدريّ) سعد بن مالك بن سنان رضي الله تعالى عنهما 169/ 262. والباقون ترجموا قبل باب. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه الحارث، فقد تفرّد به هو وأبو داود (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير هارون، فبغداديّ، والحارث، فمصريّ. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه. (ومنها): أن فيه أبا سعيد -رضي الله عنه- منْ المكثرين السبعة، روى (1170) حديثًا. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ) هو عبد الله ابن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي صعصعة، فسقط "الحارث" منْ الرواية، واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف الأنصاريّ، ثم المازنيّ، هلك فِي الجاهليّة، وشهد ابنه الحارث أُحُداً، واستُشهد باليمامة. قاله فِي "الفتح" 1/ 98 (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ) اسمه سعد عَلَى الصحيح، وقيل: سنان بن مالك بن سنان سعد، استُشهد أبوه بأحد، وكان منْ المكثرين. قاله فِي "الفتح" 1/ 98 أنه (قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يُوشِكُ) بكسر الشين المعجمة: أي يقرب، ويقال فِي ماضيه: أوشك، ومن أنكر استعماله ماضيًا، فقد غلِط، فقد كثُر استعماله. قَالَ الجوهريّ: أوشك فلان يوشك إيشاكًا: أي أسرع. قَالَ جرير [منْ الوافر]:
إِذَا جَهِلَ اللَّئِيمُ وَلَمْ يُقَدِّرْ ... لِبَعْضِ الأَمْرِ أَوْشَكَ أن يُصَابَا
قَالَ: والعامّة تقول يُوشك بفتح الشين، وهي لغة رديئة. انتهى.
(أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ مُسْلِمٍ) بالنصب عَلَى أنه خبر "يكون"، واسمها قوله: (غَنَمٌ) ووقع عند البخاريّ فِي رواية الأصيليّ برفع "خير"، ونصب، "غنمًا" عَلَى الخبريّة، ويجوز رفعهما عَلَى الابتداء والخبر، ويقدّر فِي "يكون" ضمير الشأن. قاله ابن مالك، لكن لم تجيء به الرواية. قاله فِي "الفتح" 1/ 99.
[فإن قيل]: لماذا قيّد المال بالغنم؟. [أجيب]: بأن هَذَا النوع منْ المال نموّه وزيادته أبعد منْ الشوائب المحرمة، كالربا والشبهات المكروهة، وخصّت الغنم بذلك لما فيها منْ السكينة، والبركة، وَقَدْ رعاها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، مع أنها سهلة