هشام الأنصاريّ فِي "مغني اللبيب" 1/ 127 - وصحح خلافه.
فيكون المعنى: إن الله تعالى لا يملّ، وأنتم تملون، وأولى منه تأويل ابن قتيبة الماضي قريبًا: أي لا يمل الله تعالى إذا ملِلتم، فيكون منْ باب المقابلة، وهذا المعنى هو الذي استظهره ابن رَجَب فِي أول كلامه. والله تعالى أعلم.
وقوله: "وكان أحب الدين إليه الخ" أي إلى الله تعالى، كما صرح به فِي رواية عند الشيخين، أو إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما صرح به عند البخاريّ فِي "الرقاق"، ولا تخالف بين الروايتين؛ لأن ما كَانَ أحبّ إلى الله تعالى، كَانَ أحبّ إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
والحديث متَّفقٌ عليه، وَقَدْ تقدّم فِي "كتاب قيام الليل" 17/ 1642 وَقَدْ استوفيت شرحه، وبيان مسائله هناك، فراجعه تستفد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
...
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: غرض المصنّف رحمه الله تعالى بهذه الترجمة كون الفرار بالدين منْ الفتن منْ الإيمان، لكن الاستدلال بحديث الباب عَلَى هَذَا محل نظر، وَقَدْ سبقه الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى إلى ذلك فِي "صحيحه" فَقَالَ: "باب منْ الدين الفرار منْ الفتن"، وسيأتي ما ذكره الشراح عَلَى كلامه هَذَا فِي المسألة الثالثة، إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب.
5038 - (أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ ح وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ مُسْلِمٍ، غَنَمٌ يَتَّبِعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ").
رجال هَذَا الإسناد: ثمانية:
1 - (عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة) الأنصاريّ المازنيّ، ثقة [6] 14/ 1724.
2 - (أبوه) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاريّ المدنيّ، ثقة [3]