لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ رباعيات المصنّف رحمه الله تعالى، وهو (236) منْ رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمد بن مسلم (أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ) رضي الله تعالى عنهما (السَّاعِدِيَّ) نسبة إلىَ ساعدة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة الأنصاريّ. قاله فِي "اللباب" 2/ 92. (أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ) بتقديم الجيم المضمومة، عَلَى الحاء المهملة الساكنة، واحد الْجِحَرَة، وهي مكامن الوحش، ولَمّا كانت نَقْبًا فِي الأرض، سُمّي بذلك النَّقبُ فِي الباب، وفي الحائط، وغير ذلك. انتهى "المفهم" 5/ 479 أي منْ ثُقْب (فِي بَابِ) وفي رواية عند البخاريّ: "منْ باب" (رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، مِدْرَى) بكسر الميم، وسكون الدال المهملة، مقصورًا: هي حديدة يُسَوَّى بها شعر الرأس. وقيل: هو شبه الْمُشط. وقيل: هي أعواد تُحدّد، وتُجعل شبه المشط. وقيل: هو عُود تسوِّي به المرأة شعرها، وجمعه مَدَارَى، ويقال فِي الواحد أيضًا: مِدْراة، ودرايةٌ أيضًا، ويقال: تدَرّيتُ بالمدرى. قاله النوويّ. "شرح مسلم" 14/ 137.

وَقَالَ أبو العبّاس القرطبيّ: الْمِدْرَى بالدال المهملة: واحد المَدَاري، قَالَ ثابتٌ: هي الأمشاط، وفي هَذَا التفسير تسامحٌ، وأوضح منه، وأصحّ قول النضر بن شُميل، وابن كيسان: إنه عُودٌ، أو عاجٌ تَنشُر به المرأة شعرها، وتجعده، قَالَ امرؤ القيس [منْ الطويل]:

غَدَئِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إِلَى الْعُلَا ... تَظَلُّ الْمَدَارِي (?) فِي مُثَنًّى وَمُرْسَلِ

وموؤنّثه مِدْراةٌ، وَقَدْ عبّر عنه فِي الرواية الأخرى: "بمشقص، أو بمشاقص"، وَقَدْ قلنا: إن المِشقص: نَصْلٌ عَريضٌ. وقيل: هو السّكّين، فيحتمل أن يكون هَذَا المدرى منْ حديد، وكما يُعمل منْ عاج، وعُود يجوز أن يُعمل منْ حديد، أو يكون شبّهه بالسكين. انتهى "المفهم" 5/ 479.

وَقَالَ فِي "الفتح": قوله: "مِدرًى" قد يخالفه قوله: "مشقص"، فيحمل عَلَى تعدد القصة، ويحتمل أن رأس المدرى كَانَ محدّدًا، فأشبه النصل. انتهى.

(يَحُكُّ بِهَا رَأْسَهُ) أي يقشُره، يقال: حكَكتُ الشيءَ حَكًّا، منْ باب قتل: قشرته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015