قَالَ الحافظ رحمه الله تعالى فِي "التلخيص الحبير" 4/ 34:

قوله: رُوي عن عمرو بن حزم: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، كتب فِي كتابه إلى أهل اليمن: "أن الذكر يقتل بالأنثى": هَذَا طرف منْ كتاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو مشهور، قد رواه مالك، والشافعي عنه، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه: أن فِي الكتاب الذي كتبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن حزم فِي العقول، ووصله نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، عن معمر، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن جده، وجَدُّه محمد بن عمرو بن حزم، وُلِد فِي عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولكن لم يسمع منه. وكذا أخرجه عبد الرزاق، عن معمر، ومن طريقه الدارقطنيّ، ورواه أبو داود، والنسائي، منْ طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهريّ، مرسلاً، ورواه أبو داود فِي "المراسيل" عن ابن شهاب، قَالَ: قرأت فِي كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن حزم، حين بعثه إلى نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم، ورواه النسائيّ، وابن حبّان، والحاكم، والبيهقي، موصولاً، مطولاً، منْ حديث الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، حدثني الزهريّ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده. وفرّقه الدارمي فِي "مسنده" عن الحكم مُقَطَّعا.

وَقَدْ اختلف أهل الْحَدِيث، فِي صحة هَذَا الْحَدِيث، فَقَالَ أبو داود فِي "المراسيل": قد أُسنِد هَذَا الْحَدِيث، ولا يصح، والذي في إسناده سليمان بن داود وَهَمٌ، إنما هو سليمان بن أرقم.

وَقَالَ فِي موضع آخر: لا أُحَدِّث به، وَقَدْ وَهِمَ الحكم بن موسى، فِي قوله: سليمان ابن داود، وَقَدْ حدثني محمد بن الوليد الدمشقي، أنه قرأه فِي أصل يحيى بن حمزة: "سليمان بن أرقم"، وهكذا قَالَ أبو زرعة الدمشقي: إنه الصواب، وتبعه صالح بن محمد جزرة، وأبو الحسن الهروي، وغيرهما. وَقَالَ جزرة: نا دُحَيم، قَالَ: قرأت فِي كتاب يحيى بن حمزة، حديث عمرو بن حزم، فإذا هو: "عن سليمان بن أرقم"، قَالَ صالح: كتب هذه الحكاية عَنّي مسلم بن الحجاج.

قَالَ الحافظ: ويؤكد هَذَا ما رواه النسائى، عن الهيثم بن مروان، عن محمد بن بَكّار، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن أرقم، عن الزهريّ، وَقَالَ: هَذَا أشبه بالصواب. وَقَالَ ابن حزم: صحيفة عمرو بن حزم منقطعة، لا تقوم بها حجة، وسليمان ابن داود متَّفقٌ عَلَى تركه. وَقَالَ عبد الحق: سليمان بن داود هَذَا الذي يروي هذه النسخة، عن الزهريّ ضعيف، ويقال: إنه سليمان بن أرقم.

وتعقبه ابن عدي، فَقَالَ: هَذَا خطأ، إنما هو سليمان بن داود، وَقَدْ جَوَّده الحكم بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015