موسى انتهى.

وَقَالَ أبو زرعة: عرضته عَلَى أحمد، فَقَالَ: سليمان بن داود هَذَا ليس بشيء. وَقَالَ ابن حبّان: سليمان بن داود اليمامي ضعيف، وسليمان بن داود الخولاني ثقة، وكلاهما يروي عن الزهريّ، والذي رَوَى حديث الصدقات هو الخولاني، فمن ضعفه، فإنما ظن أن الراوي له هو اليمامي.

قَالَ الحافظ: ولولا ما تقدم منْ أن الحكم بن موسى وَهِمَ فِي قوله سليمان بن داود، وإنما هو سليمان بن أرقم، لكان لكلام ابن حبّان وجه.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: لماذا لا يكون الْحَدِيث منْ كليهما؟؛ فإن كلاً منهما ممن روى عن الزهريّ، فيحتمل أن يكون يحيى بن حمزة سمعه منْ سليمان بن داود، ومن سليمان بن أرقم، وكلاهما رواياه عن الزهريّ، فيكون صحيحًا منْ رواية ابن داود، ولذا صححه بعض المحدثين، كما نقله الحافظ بقوله:

وصححه الحاكم، وابن حبّان كما تقدم، والبيهقي، ونقل عن أحمد بن حنبل، أنه قَالَ: أرجو أن يكون صحيحا، قَالَ: وَقَدْ أثنى عَلَى سليمان بن داود الخولاني هَذَا أبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد، وجماعة منْ الحفاظ، قَالَ الحاكم: وحدثني أبو أحمد الحسين بن علي، عن ابن أبي حاتم، عن أبيه، أنه سُئل عن حديث عمرو بن حزم؟ فَقَالَ: سليمان بن داود عندنا ممن لا بأس به.

وَقَدْ صحح الْحَدِيث بالكتاب المذكور جماعة منْ الأئمة، لا منْ حيث الإسناد، بل منْ حيث الشهرة، فَقَالَ الشافعيّ فِي "رسالته": لم يقبلوا هَذَا الْحَدِيث، حَتَّى ثبت عندهم أنه كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وَقَالَ ابن عبد البرّ: هَذَا كتاب مشهور عند أهل السير، معروف ما فيه عند أهل العلم، معرفة يُستَغنى بشهرتها عن الإسناد؛ لأنه أشبه المتواتر فِي مجيئه؛ لتلقي النَّاس له بالقبول والمعرفة، قَالَ: ويدل عَلَى شهرته ما رَوَى ابنُ وهب، عن مالك، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قَالَ: وُجِد كتابٌ عند آل حزم، يذكرون أنه كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وَقَالَ العقيلي: هَذَا حديث ثابت محفوظ، إلا أنا نَرَى أنه كتاب غير مسموع، عمن فوق الزهريّ. وَقَالَ يعقوب بن سفيان: لا أعلم فِي جميع الكتب المنقولة، كتابا أصح منْ كتاب عمرو بن حزم هَذَا، فإن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتابعين، يرجعون إليه، ويدعون رأيهم. وَقَالَ الحاكم: قد شهد عمر بن عبد العزيز، وإمام عصره الزهريّ، لهذا الكتاب بالصحة، ثم ساق ذلك بسنده إليهما. انتهى "التلخيص الحبير" 4/ 34 - 36.

وَقَالَ الحافظ الزيلعيّ رحمه الله تعالى فِي كتابه "نصب الراية" 2/ 341 - 342: قَالَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015