قوائم، فأما الصغار، فهو الذرّ. وروي عن قتادة فِي قوله تعالى: {عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} قَالَ: النملة منْ الطير (?).
وَقَالَ فِي "الفتح" 13/ 516 - : النملة واحدة النمل، وجمع الجمع نِمَال، والنملُ أعظم الحيوانات حِيلة فِي طلب الرزق، ومن عجيب أمره، أنه إذا وجد شيئًا، ولو قَلّ أنذر الباقين، ويحتكر فِي زمن الصيف للشتاء، وإذا خاف الْعَفْن عَلَى الْحَبّ، أخرجه إلى ظاهر الأرض، وإذا حفر مكانه، اتخذها تعاريج؛ لئلا يجري إليها ماء المطر، وليس فِي الحيوان ما يَحمِل أثقل منه غيره، والذَّرّ فِي النمل، كالزنبور فِي النحل. انتهى.
[تنبيه]: قَالَ العينيّ رحمه الله تعالى فِي "شرح البخاريّ" 12/ 353: ويحكى أن سليمان عليه السلام سأل نملة ما يكفيك منْ الأكل فِي سنة واحدة؟ قالت: حبّة منْ القَمْح، فأمر بها، فحُبست فِي قارورة، ووُضع معها حبّة قمح، فتركوها سنة، فطلبها، ففُتح فم القارورة، فإذا فيها النملة، ولم تأكل إلا نصفها، فَقَالَ لها: ما قلتِ: مأكولي حبّة قمح فِي سنة؟ فقالت: يا نبيّ الله، ولكن أنت ملك عظيم الشأن، مشتغل بالأمور الكثيرة، فخِفتُ أن تنساني ستين، فأكلت نصف القمحة، وادّخرت نصفها للسنة الأخرى، فتعجب سليمان عليه السلام منْ أمرها، وإدراكها، وليس هَذَا ببدع منها، فانظر ما أخبر الله تعالى عنها فِي "سورة النمل". انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب.
4360 - (أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ، وَأَبِى سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَّ نَمْلَةً قَرَصَتْ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ، فَأُحْرِقَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ، أَنْ قَدْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ، تُسَبِّحُ").
رجال هَذَا الإسناد: سبعة:
1 - (وهب بن بيان) أبو عبد الله الواسطيّ، نزيل مصر، ثقة عابدٌ [10] 20/ 1399.
2 - (ابن وهب) هو عبد الله المصريّ الثقة الحافظ العابد [9] 9/ 9.
3 - (يونس) بن يزيد بن أبي النجاد، أبو يزيد الأيليّ، ثقة، منْ كبار [7] 9/ 9.
4 - (ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهريّ المدنيّ الإِمام الحجة الثبت [4] 1/ 1.
5 - (سعيد) بن المسيّب المذكور قبل باب.
6 - (أبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدنيّ الفقيه، ثقة [3] 1/ 1.
7 - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه 1/ 1. والله تعالى أعلم.