يَقُولُ هَذَا؟) وفي رواية مسلم: "أنشدك الله آنت سمعت هَذَا منْ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم؟ " (قَالَ) عبد الله (نَعَمْ) وفي رواية مسلم: "فأهوى إلى أُذنيه، وقلبه بيديه، وَقَالَ: سمعته أُذناي، ووعاه قلبي". وقوله (وَذَكَرَ الْحَدِيثَ) أشار به إلى أن الحديث مختصرٌ، وَقَدْ ساقه الإِمام مسلم رحمه الله تعالى بتمامه، فِي "صحيحه"، ولفظه: "فقلت له: هَذَا ابنُ عمّك معاوية، يأمرُنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، ونقتُل أنفسنا، واللهُ يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)} [النِّساء: 29] قَالَ: فسكت ساعة، ثم قَالَ: أطعه فِي طاعة الله، واعصه فِي معصية الله".
قَالَ القرطبيّ: رحمه الله تعالى: واستحلاف عبد الرحمن زيادةٌ فِي الاستيثاق، لا أنه كذّبه، ولا اتّهمه. وما ذكره عبد الرحمن عن معاوية رضي الله تعالى عنه إغياء فِي الكلام عَلَى حسب ظنّه، وتأويله، وإلا فمعاوية رضي الله تعالى عنه لم يُعرف منْ حاله، ولا منْ سيرته شيء مما قَالَ له، وإنما هَذَا كما قالت طائفة منْ الأعراب: إن ناساً منْ المصدّقين يظلموننا، فسَمَّوا أخذ الصدقة ظلمًا؛ حسب ما وقع لهم. انتهى (?).
وَقَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: المقصودِ بهذا الكلام أن هَذَا القائل لما سمع كلام عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وذكر الحديث فِي تحريم منازعة الخليفة الأول، وأن الثاني يُقتل، فاعتقد هَذَا القائل هَذَا الوصف فِي معاوية؛ لمنازعته عليًّا رضي الله تعالى عنهما، وكانت قد سبقت بيعة عليّ، فرأى هَذَا أن نفقة معاوية علي أجناده، وأتباعه فِي حرب علي، ومنازعته، ومقاتلته إياه، منْ أكل المال بالباطل، ومن قتل النفس؛ لأنه قتال بغير حقّ، فلا يستحق أحد مالاً فِي مقاتلته. انتهى (?). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما هَذَا أخرجه مسلم.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -25/ 4194 - وفي "الكبرى" 29/ 7814. وأخرجه (م) فِي "الإمارة" 1844 (د) فِي "الفتن والملاحم" 4248 (ق) فِي "الفتن" 3956 (أحمد) فِي "مسند