القلب، كالإرادة وغيرها بخلق اللَّه تعالى، وهي من الصفات الفعليّة، ومرجعها إلى القدرة. انتهى (?).
وقال الراغب الأصفهانيّ: قَلبُ الشيء: تصريفه، وصرفه عن وجه إلى وجه، كقلب الثوب، وقلب الإنسان، أي صرفه عن طريقته. قال: وتقليب القلوب والبصائر: صرفها من رأي إلى رأي، والتقلُّبُ: التصرُّفُ. قال تعالى. {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ} الآية [النحل: 46]. وقلب الإنسان سُمي به؛ لكثرة تقلّبه.
وُيعبّر بالقلب عن المعاني التي يختصّ بها، من الروح، والعلم، والشجاعة، وقوله تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} الآية [الأحزاب: 10] أي الأرواح، وقوله تعالى: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} الآية [ق: 37] أي علمٌ، وفهمٌ، وقوله تعالى: {وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} الآية [الأنفال: 10]، أي تثبت به شجاعتكم، ويزول خوفكم. انتهى الراغب (?).
وقال القاضي أبو بكر بن العربيّ: القلب جزء من البدن، خلقه، وجعله للإنسان محلّ العلم، والكلام، وغير ذلك، من الصفات الباطنة، وجعل ظاهر البدن محلّ التصرّفات الفعليّة والقوليّة، ووكل بها ملكًا يأمر بالخير، وشيطانًا يأمر بالشرّ، فالفعل بنوره يهديه، والهوى بظلمته يُغويه، والقضاء والقدر مسيطرٌ على الكلّ، والقلب يتقلّب بين الخواطر الحسنة والسيّئة، واللِّمَّة من الملك تارة، ومن الشيطان أخرى، والمحفوظ من حفظه اللَّه تعالى انتهى (?). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا أخرجه البخاريّ.
(المسألة الثانية): في مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا- 1/ 3788 و 3789 - وفي "الكبرى" 2/ 4703 و 3/ 4704. وأخرجه (خ) في "القدر" 6617 و"الأيمان والنذور" 6627 و"التوحيد" 7391 (د) في "الأيمان والنذور" 3263 (ت) في "الأيمان والنذور" 1540 (في) في "الكفارات" 2092 (أحمد)