(ومنها): أن الخطّابيّ -رحمه اللَّه تعالى- استنبط منه إثبات سهم للفرس، يستحقّه الفارس من أجله. قال الحافظ -رحمه اللَّه تعالى-: فإن أراد السهم الزائد للفارس على الراجل، فلا نزاع فيه، وإن أراد أن للفرس سهمين، غير سهم راكبه، فهو محلّ النزاع، ولا دلالة من الحديث عليه انتهى (?). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

3589 - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ -يَعْنِي الْفَزَارِيَّ- عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ, إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ, الْخَيْلُ ثَلاَثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ, وَهِيَ لِرَجُلٍ سَتْرٌ, وَهِيَ عَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ, فَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ, فَالَّذِي يَحْتَبِسُهَا, فِي سَبِيلِ اللهِ, فَيَتَّخِذُهَا لَهُ, وَلاَ تُغَيِّبُ فِي بُطُونِهَا شَيْئًا, إِلاَّ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ, غَيَّبَتْ فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ, وَلَوْ عَرَضَتْ لَهُ مَرْجٌ ...». وَسَاقَ الْحَدِيثَ).

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (عمرو بن يحيى بن الحارث) الحمصيّ الثقة [21] 67/ 2329، من أفراد المصنف.

2 - (محبوب بن موسى) أبو صالح الأنطاكيّ الفراء، صدوق [10].

قال أبو حاتم: هو أحبّ إليّ من المسيَّب بن واضح. وقال العجليّ: ثقة، صاحب سنة. وقال الآجريّ، عن أبي داود: ثقة لا يُلتفتُ إلى حكايته إلا من كتاب. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: متقنٌ فاضل. وقال الدارقطنيّ: صويلحٌ، وليس بالقويّ. مات سنة (230) وقيل: (231) وهو ابن (79) سنة. تفرد به المصنّف، وأبو داود، وله عند المصنّف في هذا الكتاب أحد عشر حديثًا: هذا وفي "كتاب قسم الفيء" 1/ 4162 و4165 و 4168 و 4169 و 41770 و 41771 و 41772 و 41773 و 41774 وفي "كتاب الزينة" - "وصل الشعر بالخرق" 68/ 5274.

3 - (أبو إسحاق الفزاريّ) إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة الكوفيّ الإمام الحافظ الثقة، ذو التصانيف [8] 58/ 863.

4 - (سُهيل بن أبي صالح) ذكوان، أبو يزيد المدنيّ، صدوق تغيّر حفظه بآخره، روى له البخاريّ مقرونًا وتعليقًا [6] 32/ 820.

5 - (أبوه) أبو صالح ذكران السمّان الزيّات المدنيّ، ثقة ثبت [3] 36/ 40.

6 - (أبو هريرة) - رضي اللَّه تعالى عنه - 1/ 1. واللَّه تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015