عديّ: قد روى عنه ثقات الناس، واحتملوه، وهو مع ضعفه يُكتب حديثه. وقال البزار: في حديثه لين. وقال ابن حبّان: كان سيّء الحفظ، كثير الوهم، فاحشَ الغلط، فتُرك من أجل كثرة خطئه. وقال الساجيّ: مضطرب الحديث. مات في أول خلافة بني العبّاس، سنة (132). روى له البخاريّ في "خلق أفعال العباد"، وأبو داود، والمصنّف، وابن ماجه، وله عند المصنّف حديث الباب فقط.
و"عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة" العدويّ، حليف بني عديّ العَنَزِيُّ، أبو محمد المدنيّ، وُلد في عهد النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، ولأبيه صحبةٌ مشهورةٌ، وقال أبو زرعة: مدنيّ أدرك النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وهو ثقة. وقال أبو حاتم: رأى النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - لما دخل على أمه، وهو صغير. وقال العجليّ: مدنيٌّ تابعيٌّ ثقة، من كبار التابعين. وقال الواقديّ: ثقة، قليل الحديث. مات سنة بضع وثمانين، وقيل: سنة (85) وقيل: سنة (90). روى له الجماعة، وله عند المصنّف هذا الحديث، وحديث -5/ 4046 باب "ذكر ما يحلّ به دم المسلم".
وقوله: "وساق الحديث": الضمير لعاصم، يعني أنه ساق الحديث بتمامه، وقد ساقه أحمد في "مسنده" رقم -23954 - وابن ماجه في "سننه" رقم -1546 - واللفظ لأحمد، من طريق شريك، عن عاصم بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، عن عائشة، قالت: فقدته من الليل، فإذا هو بالبقيع، فقال: "سلام عليكم، دار قوم مؤمنين، وأنتم لنا فرط، وإنا بكم لاحقون، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم"، تعني النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رواية عاصم هذه ضعيفة؛ لضعف عاصم بن عبيد اللَّه بن عاصم بن عمر بن الخطاب، فقد اتفق الجمهور على ضعفه، ولا سيما وقد خالف الحفّاظ، وشريك أيضًا -وهو النخعيّ- متكلّم فيه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "الطّلاقُ" اسم مصدر لطَلّق" -بتشديد اللام-. قال في "الفتح": "الطّلاق" في اللغة حلّ الوثاق، مشتقٌ من الإطلاق، وهو الإرسال والترك، وفلان طَلْقُ اليد: أي كثير البذل. وفي الشرع: حلُّ عُقْدة التزويج فقط، وهو موافقٌ لبعض