قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: تلخّص مما ذُكر أن الآية نزلت في القضيّتين: قضيّة شرب العسل، وقضيّة الجارية، فإنه لا مانع من تعدّد سبب النزول، كما هو معروف في موضعه من كتب التفسير. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3411 - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنْ يَحْيَى -هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, أَنَّ عَائِشَةَ, قَالَتِ: الْتَمَسْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَدْخَلْتُ يَدِي فى شَعْرِهِ, فَقَالَ: «قَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ؟» , فَقُلْتُ: أَمَا لَكَ شَيْطَانٌ؟ , فَقَالَ: «بَلَى, وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ, فَأَسْلَمَ»).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (قتيبة) بن سعيد الثقفيّ، ثقة ثبت [10] 1/ 1.
2 - (الليث) بن سعد الإمام المصريّ، ثقة ثبت [7] 31/ 35.
3 - (يحيى بن سعيد الأنصاري) أبو سعيد القاضي المدني، ثقة ثبت [5] 22/ 23.
4 - (عُبَادَةُ بنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ) الأنصاريّ، أبو الصامت المدنيّ، ويقال له: عبد اللَّه أيضًا، ثقةٌ [4].
رَوَى عن أبيه، وجده، وأبي اليسر كعب بن عمرو، وعائشة، وجابر بن عبد اللَّه، وأبي سعيد الخدريّ، والرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ، وغيرهم.
وروى عنه عبيد اللَّه بن عمر، وابن عجلان، وابن إسحاق، ويزيد بن الهاد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبو حَزْرَةَ يعقوب بن مجاهد، والوليد بن كثير، وسيار أبو الحكم، وعلي بن زيد بن جُدعان، وغيرهم. قال أبو زرعة، والنسائي: ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: كنيته أبو الوليد. روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والمصنّف، وابن ماجه، وله في هذا الكتاب ثلاثة أحاديث، هذا الحديث، و3525 حديث "لا عدّة عليك إلا أن تكوني حديث عهد به ... " الحديث، وفي "كتاب البيعة" 4151 حديث عبادة بن الصامت - رضي اللَّه عنه -: (بايعنا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - على السمع والطاعة ... " الحديث، كرّره خمس مرّات.
5 - (عائشة) - رضي اللَّه تعالى عنها - 5/ 5. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه فبَغْلّانيٌّ، والليث فمصريّ، (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. واللَّه تعالى أعلم.