تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3035 - (أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ, وَعَفَّانُ, وَسُلَيْمَانُ, عَنْ شُعْبَةَ,, عَنْ مُشَاشٍ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, عَنِ الْفَضْلِ, أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَمَرَ ضَعَفَةَ بَنِي هَاشِمٍ, أَنْ يَنْفِرُوا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ).
قال الجامع عفا اللَّه تعالىَ عنه: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه أبي داود، سليمان بن سيف الحرّانيّ الثقة، فإنه من أفراده.
و"أبو عاصم": الضحّاك بن مَخلَد النبيل. و"عفّان": هو ابن مسلم الصفّار. و"سليمان": هو ابن حرب الأزديّ المكيّ البصريّ الأصل.
و"مُشاش" -بمعجمتين- أبو ساسان، ويقال: أبو الأزهر السَّلِيميّ -بفتح المهملة- البصريّ، ويقال: المروزيّ، وقيل: هما اثنان، ثقة (?) [6].
روى عن عطاء، وطاوس، والضحّاك بن مزاحم. وعنه شعبة، وهُشيم. قال ابن أبي حاتم: مُشاش الخراسانيّ، أبو ساسان، سألت أبي عنه؟، فقال: إذا رأيت شعبة يُحدّث عن رجل، فاعلم أنه ثقة، إلا نفرًا بأعيانهم، قلت: فما تقول أنت فيه؟، قال: صدوق، صالح الحديث، سئل عنه أبو زرعة، فقال: أبو ساسان بصريٌّ، ليس به بأس، وقال أبي ثقة. ثم قال: مُشاش أبو الأزهر السَّليميّ، قال البخاريّ: هما مُشاشان، وقال أبي: هما مُشاش. وقال حاتم بن الليث الجوهريّ، عن ابن معين: مُشاش السَّلِيميّ، لم يرو عنه غير شعبة، ومُشاش أبو ساسان روى عنه هشيم، كان يكنيه، وكان شعبة يسمّيه. وقال عثمان الدراميّ، عن ابن معين: ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات". تفرّد به المصنّف، وله عنده في هذا الكتاب حديث الباب فقط.
والحديث صحيح، وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا -208/ 3035 - وفي "الكبرى" 209/ 4038.
والحديث يدلّ أن من كان من الضعفاء، سواء كان رجلاً، أو امرأةً له أن يتقدّم إلى منى بليل، وقد تقدّم تمام البحث فيه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3036 - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ, عَنْ سَالِمِ بْنِ شَوَّالٍ, أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ, أَخْبَرَتْهُ, أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَمَرَهَا أَنْ تُغَلِّسَ, مِنْ جَمْعٍ, إِلَى مِنًى).