أولى، واللَّه تعالى أعلم.
(بِغَيْرِ اللَّفْظِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ) يعني أن حديث أم حبيبة - رضي اللَّه عنها - هذا قد روي من طرق غير الطرق المتقدمة، وبلفظ غير اللفظ المتقدم، كما بيّن ذلك بقوله:
1812 - أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ, قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الْعَطَّارُ, قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ, عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ, عَنْ أَبِي عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ, عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ, قَالَ: لَمَّا نُزِلَ بِعَنْبَسَةَ, جَعَلَ يَتَضَوَّرُ, فَقِيلَ لَهُ, فَقَالَ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ, زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ, قَبْلَ الظُّهْرِ, وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا, حَرَّمَ اللَّهُ, -عَزَّ وَجَلَّ-, لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ». فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ.
رجال هذا الإسناد: ثمانية:
1 - (يزيد بن محمد بن عبدالصمد) بن عبد اللَّه القرشيّ مولاهم، أبو القاسم الدمشقيّ، صدوق [11] 30/ 555.
2 - (هشام العطّار) هو ابن إسماعيل بن يحيى، أبو عبد الملك الدمشقيّ، ثقة فقيه عابد [10] 30/ 555.
3 - (إسماعيل بن عبد اللَّه بن سماعة) وقد ينسب إلى جدّه، العدويّ, مولى آل عمر الرمليّ، ثقة [8] 134/ 201.
4 - (موسى بن أعين) مولى قريش، أبو سعيد الجزريّ، ثقة عابد [8] 11/ 415.
5 - (أبو عمرو الأوزاعيّ) عبد الرحمن بن عمرو الإمام الدمشقيّ المشهور [7] 45/ 56.
6 - (حسان بن عطية) المحاربيّ مولاهم، أبو بكر الدمشقيّ، ثقة فقيه عابد [4] 64/ 1310.
والباقيان تقدما قريبا. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من ثمانيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وأنه مسلسل. بالشاميين، وفيه رواية تابعي عن تابعيّ، ورواية الراوي عن أخته. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن حَسَّانَ بن عَطِيةَ) المحاربيّ، أنه (قَالَ: لَمَّا نُزِلَ بعَنبَسَةَ) ببناء الفعل للمفعول: أي نزل به الموت (جَعَلَ) أي شرع (يَتَضَوَّرُ) بالضاد المعَجمة: أي يتَلَوّى، وَيصيح،