الشمس لم يحتج إلى النجوم. قال أبو ذكوان وما رأيت أعلم بالشعر منه ثم قال لوأراد كاتب بليغ أن ينثر من هذه المعاني ما نظمه النابغة ما جاء به في أضعاف كلامه، وكان يفضل هذا الشعر هذا الشعر يفضل على جميع أشعار الناس. وقد سبق بعض شعراء كندة النابغة إلى هذا المعنى فقال يمدح عمرو بن هند:
(تكادُ تَمِيدُ الأرضُ بالناس إن رأوا ... لِعَمْرو بن هِندٍ غضبَةٌ وهو عاتب)
(هوالشمس وافت يوم سعد فأفضلت ... على كل ضوءٍ والملوك كواكب)
وقالت صفية الباهلية:
(أخبني على مالكٍ ريبُ الزمان ولا ... يُبقي الزمانُ على شئ ولا يَذَرُ)
(كنا كأنجُمِ ليلٍ بيننا قمر ... يجلوا الدُّجَى فهوَى من بيننا القمر)
ومن ههنا أخذ أبو تمام:
(كأن بني نبهانَ يومَ وفاته ... نجومُ سماء خَرّ من بينها البدرُ)
وقال نصيب في معنى النابغة:
(هو البدر والناس الكواكب حَوْلَهُ ... وهل يشبه البدرَ المضئَ الكواكبُ)
ومثل قول النابغة
(احكم في أموالهم وأقرب)
قول الأشجع:
(لاتعذلوني في مديحي معشرًا ... خَطَبوا المديح إليَّ بالأموالِ)
(يتزحزحُونَ إذا رأوني مُقْبلا ... عن كل مُتَّكإ من الإجلال)
وسمعت أبا أحمد يقول: أبرع بيت قيل في المديح قول النابغة:
(فإنكَ كالليل الذي هو مُدْركي ... وإن خِلْتُ أن المنتأى عنك واسعٌ)
ثم قال أخبرني محمد بن يحي قال أخبرنا عون بن محمد الكندي أخبرنا قعنب بن محرز قال سمعت الأصمعي قال سمعت أبا عمرو يقول كان زهير يمدح السوقة ولو ضرب أسفل قدميه مائة على أن يقول مثل قول النابغة
(فإنك كالليل الذي هو مدركي)