(بانك شمس والملوك الكواكب ... إذا طلعت لم يبْدُ منهنّ كوكبُ)
ثم قال
اخبرنا أبو بكر محمد بن يحي بن العباس قال حدثني أبو ذكوان قال: أدخلت إلى إبراهيم بن العباس وهو بألاهواز لخدمته فقال ما تقول في شعر النابغة ألم تر أن الله أعطاك سورة البيتين فقلت ما عندي فيه إلا الظاهر المشهور يقول فضلك على الملوك كفضل الشمس على الكواكب فقال نفهم معناه قبل هذا إنما يعتذر إلى النعمان من مدحه آل جفنه الغسانيين وتركه له ويريد أن له في مدحه لهم عذراً ألا ترى إلى قوله:
(ولكنني كنت امرأ لى جانب ... وأقرب من الأرض فيه مسترادٌ ومَذْهَبُ)
(مُلُوك وإخوان إذا ما أتيتهم ... أحكم فى اموالهم واقرب)
(كحكمك في قوم أراك اصطفيتهم ... فلم تَرَهم في شُكر ذلك أذنبوا)
يقول لا تلمني على شكري وقد أحسنوا إلي إذ لجأت إليهم وإن كانوا أعداءك كما أحسنت إلى قوم فشكروك عند أعدائك فقد أحسنوا ولم يذنبوا، ثم قال اعمل على أني أذنبت فمن أين تجد من لا يذنب فقال:
(ولستُ بمُسْتَبقٍ أخاً لا تلمُّهُ ... على شَعَثٍ أى الرجال المهذب)
(فأن أك مظلوما فبعد ظلمته ... وإن يك ذا عتبي فمثلك يُعتبُ)
يقول مثلك يعفو ويحسن وإن كان عاتباً فى كرمك ما يفعل ذلك ولك العتبي والرجوع إلى ما يجب، ثم فضله عليهم فقال:
(ألم تَرَ أنّ اللَّهَ أعطاكَ سُورة ... تَرى كلَّ مَلْك دُونها يَتَذَبْذَب)
(بأنك شمسٌ والملوك كواكبٌ ... إذا طلعت لم يبْدُ منهنّ كوكبُ)
يقول ما صلحت لي أنت فإني لا أريد غيرك من الملوك كما أن من طلعت عليه