صحيفة حسنٍ قابلتها ملاحة ... ألم ترهُ سطراً عليها مخرَّجا

بروحيَ في أفق المحاسنِ كوكبٌ ... على مثلهِ قد طابَ لي سهرُ الدُّجى

نهانيَ عنه الهمُّ قبلَ عواذِلي ... وأخرجني عنه وما كنتُ مُخرَجا

وأزعجني شيبٌ بفودَيّ طالعٌ ... وما كان وقعُ الشيب لي عنهُ مزعجا

فيالك مقطوف العذار هجرته ... فما عرَّجت عيني له حينَ عرَّجا

دنت دارُه منِّي وشطَّ مزَارُهُ ... فهل أبصرتْ عيناكَ ثغراً مفلَّجا

كأنِّيَ لم أنعمْ بدينارِ خدِّه ... مشوقاً على نقدِ العدى أو مبهرجا

ولم أصبُ من لهوٍ بنقطة خاله ... إلى كرةٍ من حولها الصدغ صولجا

ولم أحجب العذَّال منه بحاجبٍ ... رَأَوا عنده حقّ الملاحة أبلجا

ولم أترشف بعد فيه مدامةً ... على يده دفَّاعةً حجّةَ الحجى

ولم أعط كأساً بالنضار وخدّه ... لمعطيه بالدرِّ النظيم متوّجا

ولم أتلقَّ النهدَ في الصدر جالساً ... وأسرى به حالي الشكيم مهملجا

إلى الرَّوض فيَّاحاً من الزَّهرِ باسماً ... على الزُّهر رفاقاً لدى الطلّ سجسجا

أحبر في مدح الإمام محمدٍ ... من اللفظ أبهى الروضتين وأبهجا

وما هو ممن لا أنقح مدحه ... فآتي إليه بالمديح مرَوَّجا

أخاف له نقداً فأبطئ في الثنا ... كجمع أبي جاد الحروف من الهجا

ألم ترَ أني قد لجأت لظلهِ ... ودافعت حرا من أذى الدهر موهجا

أخلّدُ تاريخ العلى بصفاته ... وأروي حديث الفضل عنه مُخرَّجا

وأصرف آمالي التي قد تقسَّمت ... إلى مرتجى ما باب نعماه مرتجا

كريمٌ إذا ما قدَّم الظنّ نحوه ... مقدمةً من منطق المدح أنتجا

ولا عيبَ فيه غير إسراع جوده ... فليس يُمني بالمواعد محوجا

وأفراط كتم للندى وهو ظاهرٌ ... وهل مانعٌ للرَّوض أن يتأرّجا

وقَّى الدِّين والدُّنيا ليهلك ملحدٌ ... لديهِ وينجو راشدٌ مع من نجا

فتاوى على سمتِ الهدى وفتوَّة ... تَجانسَ معنًى لفظها وتدَبجا

وبرّ رعى قصدَ العفاةِ فغاثها ... وبأسٌ كوى قلبَ العدوِّ فأنضجا

وعلمٌ أقامته المباحث ناصِراً ... فقل عَلمٌ ردَّ الأسودَ وهجَّجا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015