ويراعاً بصدرهِ يتلقَّى ... كلّ راجٍ يسعى إليه ولاجي
يا له من يراعِ فضلٍ وفيضٍ ... يومَ سلمٍ يُدعى ويومَ هياج
كلَّما لاحَ في عجاجِ سوادٍ ... وقرَ البيضَ من سواد عجاج
ذي سطورٍ مثل البساتين تجنى ... وهي حولَ الإسلام مثل السياج
أنْشأتها يدُ ابن خضرٍ ففاحتْ ... وسرى عرفها بكلِّ الفجاج
سيدٌ أجمع الثناء عليه ... يوم فضل فلاتَ حين احْتجاج
كم عرضنَا مقدِّماتِ أمانٍ ... لنداهُ فأحْسنت في النتاج
من أناسٍ من التقى والمعالي ... وهمُ بين نطفة أمشاج
واضِحي العلم والهدى بسناهم ... يتجلَّى عن الورى كلّ داجي
يا رئيساً أضحتْ بهِ حلبُ الش ... هباء مَلقى الأفواج فالأفواج
كل نعماء غير نعماك عندِي ... في صِلاة الصَّلاة مثل الخداج
فأبق يا مرتجى الندى في معالٍ ... ما لأبوابِ سعدها من رتاج
نتمنَّى بلا احْتياجِ لمغنا ... كَ سرانا فكيفَ عندَ احْتياج
وقال أيضاً يمدحه:
الطويل
بروضة حسنٍ والعذار سياجها ... أغثْ مهجةً أضحى لديكَ احْتياجها
ودارِكْ فتًى أشفت على الموتِ نفسه ... ولو شاءَ ذاك الحسنُ هانَ علاجها
فكم ليلةٍ قد صح فيك مزاجها ... بكأس ثنايا منكَ كان مزاجها
أحاشيك أن تقضى حشاشة مدنفٍ ... ولم تقضَ من عود التواصل حاجِها
وإني إلى حسن التجلد ساكنٌ ... فما بال عذَّالي يزيد انْزعاجها
أراقب من همَّ التفرق فرجةً ... وما الدَّهر إلاَّ غمَّةٌ وانفراجها
نديميَ هذا الغيثُ فامْزج بقطره ... لنا قهوةً قد كادَ يذكو زجاجها
وأنتجْ به درّ الحباب فهكذا ... قطار الحيا درَّ البحار نتاجها
وزَاوِجْ ثنايا بالحبابِ فإنَّما ... يزينُ اللآلي في النظامِ ازْدِواجها
وأطفئْ بهذا الكاسِ همِّي فإنَّني ... أرى السرج تطفا وهي تطفي سراجها
لئن زانَ هذا العقدُ جِيداً للذَّةٍ ... لقد زانَ فرقاً للفضائلِ تاجها
رئيسٌ إذا أجريت في المِدَحِ اسمهُ ... رأيت المالي كيفَ يجرِي ابْتهاجها