يممته والغلا والفقرُ قدْ جمعا ... لحالتي بين طاعونٍ وحجَّاج
مجاوباً منه في سرٍّ وفي علنٍ ... ودًّا ورفداً ينادِي كلَّ محتاج
لما دعَا الدَّعوةَ الأولى فأسْمعني ... لبستُ بُردَيَّ واسْتمررتُ أدراجِي
فاسْتقبلتْ جدبَ أحوالي غمائمهُ ... وبدَّلت حزنَ أفكارِي بإبهاج
وتابعَ الرَّفد حتَّى ما ظننت إذاً ... أنِّي من السيلِ في أبوابهِ ناجي
ذاكَ الذي يحمل المهدِي مدائحهُ ... جواهراً من حلاه بين إدراج
ملكت شعرِي على الأشعارِ حينَ حوَى ... ذكر اسمه فهو ربُّ الملك والتَّاج
وقال تاجية أيضاً
الخفيف
كم عذولٍ على هواك أداجي ... يا رشا من سطاه لست بناجي
لك خدّ سناه يوهج قلبي ... حزني من سراجك الوهَّاج
وعذارٌ أظنُّه وهو خافٍ ... حولَ خدَّيك زئبرَ الدِّيباج
حبَّذا أنت من هلال سعودٍ ... بتُّ فيه أرعى نجومَ الدَّياجي
وغريرٍ قضى حجايَ وعمرِي ... في هواه وما تقضَّيت حاجي
كلَّما اشْتقت سائغاً من لماهُ ... عوَّضتْني عيني بدمعٍ أجاج
أقسم الحبّ لا يغيِّر قلبي ... من شجونٍ ولا يُصحُّ مزاجي
سقمٌ ثابتٌ وعقلٌ شريدٌ ... طالما احْتجت فيهما للعلاج
وعذولٌ في الحبِّ يجمع للمغ ... رم بين الطاعون والحجَّاج
مطمئنٌّ على الملامِ وعندِي ... شغلٌ عن ملامه بانْزعاج
ولئن كانَ عن رضَى الحبّ حزنِي ... فمن الحزن غايةُ الإبتهاج
ليَ من أدمعِي ولفظيَ درٌّ ... حسنَ الاتِّساق والازْدِوَاج
تلكَ منثورةٌ على حلةٍ الحس ... ن وهذا منظَّمٌ في التاج
الرئيسُ الذي تناجت عليهِ ... كلمُ المادحين أيّ تناج
والكريمُ الذي بهِ نفق القص ... د وراج القريضُ أيّ رواج
كاتبٌ يبذل النضارَ صحاحاً ... ويصون الشذورَ في الأدراج
عرف الملك من تنبيه رأيٍ ... سائرٍ في الهدى على منهاج