ولا يغرَّنك غفران فتغمره ... فللعقارِ على لينٍ شرارات
ويا فتى العلم إنْ أعيتكَ مشكلةٌ ... هذا حماه المرجّى والهدايات
ويا أخا السعي في علمٍ وفي كرمٍ ... هذي الهدايا وهاتيك الهدايات
لا تطلبنَّ من الأيَّامِ مشبهَهُ ... ففي طِلابك للأيَّامِ إعنات
ولا تُصِخْ لأحاديث الذين مضوا ... ألوى العنان بما تملى الروايات
طالع فتاويهِ واسْتنزِلْ فتوَّتهُ ... تلقَ الإفاداتِ تتلوها الإفادات
وحبر الوصف في فضلٍ بأيسره ... تكادُ تنطقُ بالوصفِ الجمادات
فتىً تناولَ صحفَ المجدِ أجمعهَا ... من قبلِ ما رقمت في الخدِّ خطّات
حامي الدِّيار بأقلامٍ مسدَّدة ... تأخر الشك عنها والغوايات
حامي الذّمار بأقلامٍ لها مدَدٌ ... من الهدى واسمه في الطرسِ مدَّات
قويمة تمنع الإسلام من خطرٍ ... فأعجب لها ألفات وهي لامات
تعلمت بأس آساد وصوب حياً ... منذ اغْتدتْ وهي للآساد غابات
وعُوِّدتْ قتل ذي زيغ وذي خطل ... كأنَّها من كسير الحظِّ فضلات
وجاورَت يد ذاكَ البحر فابْتسمت ... هنالك الكلماتُ الجوهرِيات
لفظٌ تشفّ عن المعنى لطافته ... كما تشفّ عن الرَّاحِ الزجاجات
عوّذ بياسينَ أطراساً براحتهِ ... فيها من الزخرفِ المشهودِ آيات
واسْتجلِ منطقه الأعلى وطاعته ... تجلى الشكوك ولا تشكى الدّجنات
أغرٌّ يهوى مُعادَ الذكر عنه إذا ... قيل المُعادات أخبارٌ معادات
تعجُّ طلاَّبه من حول ساحتهِ ... فما تفهّمُ من ناديه أصوات
وفدٌ وخيلٌ وآبالٌ محبرة ... مدحاً قد اختلفت فيهِ العبارات
إذا تعمَّق في نعماء ضاعفها ... كأنَّ كلّ نهاياتٍ بدايات
وإن خطا للمعالي خطوةً بهرت ... كأنَّ أولَ ما يخطوه غايات
لا عيبَ فيهِ سوى علياء معجزة ... فيها لأهلِ العُلى قِدماً نكايات
يجرِي دمُ التبرِ للنزَّالِ بعدهمُ ... هذا هو الجود لا نابٌ ولا شاة
ويجتلَى من سجاياه التي اشْتهرت ... للضدِّ هلكٌ وللمعتزِّ منجاة
فلا وقايةَ تحمِي وفدَ راحته ... بلى على عرضهِ الأنقى وقايات