مخصوصة بالطرد القويم ... حدباً كظهر الذنب الركيم
ذاك لعمري حدبٌ للرائي ... يعدل ملك القلعة الحدباء
هذا وقد تجهَّزت أعدادٌ ... تجمعها الكلاب والفهاد
من كلِّ فهدٍ عنتريّ الحمله ... إذا رأى شخص مهاة عَبله
مبارك الإقبال والإعراض ... مستقبل الحال بنابٍ ماض
كأنه من حدِّه كنابه ... قد أحرق الأنجم في إهابه
له على مسائل الجفون ... خطّ لبعض الألفات الجون
ما أبصر المبصر خطًّا مثله ... وكيف لا والخطّ لابن مقله
وكلُّ منسوب إلى سلوق ... أهرت وثَّاب الخطا مشوق
طاوي الفؤاد ناشر الأظافر ... يا عجباً منه لطاوٍ ناشرِ
يعضُّ بالبيض ويخطو بالقنا ... ويسبق الوهم لإدراك المنى
كالقوس إلاَّ أنه كالسهم ... والغيم يجلو عن شهاب رجم
إذا ترآى بقر الوحش انْدفع ... كأنه المرِّيخ في الثور طلع
قاصرة عن طرفِ يداه ... مشروطة برجلِهِ أذناه
لو أمكن الشمس التي تجلى له ... ما سمِّيت من خوفها غزاله
يشفعه بكلِّ غورٍ غار ... مغالب الصيد على الأوكار
يكاد يبغي سلَّماً إلى السما ... أو نفقاً في الأرضِ حيثُ يمَّما
واهاً لها من أكلُبٍ طوارد ... معربة عن مضمر المصائد
قد بالغت من طمعٍ في كسبها ... ففتَّشت عن أنفسٍ لم تخبها
حتَّى إذا تمَّت بها الأمور ... حفَّت بنا لصيدِها الطيور
ما بين روضات صمدنا نحوها ... ودور آفاق ملكنا جوّها
واسْتقبلت أطيارها البزاة ... معلمة كأنها عزاة
فلم تزل تسطو سطا الحجَّاج ... على الكراكيّ أو الدرَّاج
إذا نحت سائرة محلِّقة ... عادت بها كمضغة مخلّقه
حتى غدت تلك الضواري صرعى ... مجموعة لدى التراب جمْعا
كأن أقطار الفلاة مجزره ... أو روضة من الدماءِ مزهره