وأخضر مثل سنا العيش النضر ... يطوي الفلا وكيف لا وهو الخضر
وأدههمٌ سادَ على الجيادِ ... وهكذا السواد في السواد
تحفُّنا من فوقها غلمان ... كأنهم لدوحِها أغصان
تركٌ تريك في سناء الملبس ... كواكباً طالعة في الأطلسِ
منظومة الأوساط بالسلاحِ ... من كلِّ سهمٍ رجل النجاح
وكلّ عضب ذرب المقاطع ... يحرّف الهام عن المواضع
على يدِ الزائر منهم زاده ... من كلِّ باز قرم فؤاده
قد كتبت في شكلِهِ حروف ... تقري بما يقرى به الضيوف
فالمنسر الأشفى بحال جيما ... والعين تجلى بالنضارِ ميما
دان لمن يتلوه خير جمّ ... سهم إذا حبرته أو شهم
وكلُّ شاهينٍ شهيِّ المرتمى ... كبارقٍ طار وصوب قد همى
بينا تراهُ ذاهباً لصيده ... معتصماً بأيده وكيده
حتَّى تراهُ عائداً من أفقِهِ ... ملتزماً طائره في عنقِه
أفلحَ من كانَ على يسراه ... حتى غدت حاسدة يمناه
تلك يدٌ لا تعرف الإعسارا ... لأجل ذا قد سمِّيت يسارَا
وكلُّ صقر مسبل الجناح ... مواصل الغدوّ والرَّواح
ذو مقلةٍ لها ضرام واقد ... تكادُ تشوي ما يصيد الصائدُ
كأنما المخلب منه منجل ... لحصدِ أعمار الطيور مرسل
عيش ذوي الصيد به عيش رخيّ ... يصلحُ أن يدعى وكيل المطبخ
يا حبَّذا طيور جدّ ولعبْ ... تهوي إلى الأرضِ وللأفق تثبْ
من سنقر عالي المدا والشانْ ... معظم الأخبار والعيانْ
كأنه خليفة قد أقدما ... يفسد في الأرضِ ويسفكُ الدما
يصعدُ خلفَ الرزق ليس بمهله ... كأنه من السما يستعجله
ومن عقابٍ بأسها مروّع ... كأنها للطيرِ جنٌّ تفزع
كم جلبت لطائرٍ من همن ... وكم وكم قد أهلكت من قرن
وحبَّذا كواسر الكواهي ... عديمة الأنظار والأشباه