إذا مضت جملتها المعترضه ... تواصلت خيوطها المنقرضه
وأبيض الغيم يسمَّى مرزما ... كم بات مثل نوئه منسجما
يحثُّ غرنوقاً شهيّ المجتلى ... مقدَّماً على الغرانيق العلى
وكلُّ صوع مبهت المفاجي ... كالبرقِ يخطو فوقَ ليلٍ داجي
وأبيض مثل الغمام يسجم ... وكيف لا يسجم وهو مرزمُ
يحفُّه شبيطرٌ قويّ ... في ملَّة الأطيار موسويّ
هذا وكم ذي نظر ممتاز ... ينعت في الواجب بالعُنَّاز
أسوده ذو غرَّة في الصدر ... كأنه نور الهدى في الكفرِ
فلم تزل قسينا الضَّواري ... تصيبها بأعين النظَّارِ
حتَّى غدت دامية النحور ... ساقطة منها على الخبيرِ
كأنها وهي لدينا وقّع ... لدى محاريب القيسّ ركَّعُ
وأصبحت أطيارنا قد حصّلت ... قلا تسل بأيّ ذنبٍ قتلت
مُستتبعاً وجه العشا وجه السحر ... وكلّ وجه منهما وجه أغَر
يا لك من صيدٍ مقرّ العين ... يرضي الصحاب وهو ذو وجهين
لم نرضَ ما وفى من الأماني ... حتَّى شفعناه بصيدٍ ثاني
صيد الملوك الصيد بالكواسر ... والخيل في وجهِ الصباح السافرِ
ذاك الذي تصبو له الجوارح ... فهي إلى طلاّبه طوامح
واثقة بالرزق حيث كانا ... تغدو خماصاً وتجي بطانا
سرنا على اسم الله والمناجح ... نعومُ في الأقطارِ بالسوابح
خيل تحاذي الصيد حيث مالا ... كأنها أضحت له ظِلالا
تسعى لها قوائم لا تتبع ... وكيف لا وهي الرياح الأربع
رائقة المنظر زهراء الغرر ... كأنها الروضات حيّت بالزهر
من أحمر للبرق عنه خبر ... يشهدُ أن الحسن حقًّا أحمرُ
وأصفر الجلدة كالدينار ... يسرُّ كفّ الصائد الممتار
وأشهب كالسهم في انْقضاضه ... وصفحة الطرس في ابْيضاضه
ماضي السباق أظهر اللباس ... ناهيك من سهمٍ ومن قرطاس