قال لهُ الشرع امْض ما تحاوله ... وأقْض قضاء لا يردّ قائله

وأنتَ يا قاصدهُ سرْ في جددْ ... واسع إلى الخيرات لقّيت الرّشد

إن تكتحل سناه تلقى الرشدا ... وأين ما تذهب تلاق سعدَا

فافْخر به سحب الحيا إن صابا ... واسْتوتْ المياه والأخشابا

ولا تقل كانَ غماماً ورحل ... كانَ وما انْفكَّ الفتى ولم يزل

باب سواه اهْجر عداك عيب ... وصغِّر الباب فقل بويب

هذا الذي يفعل فينا الطولا ... فقدم الفاعل فهو أولى

جود به أنسى أحاديثَ المطر ... فليسَ يحتاج لها إلى خبر

مثل الهبا فيه كلام العذَّل ... والريح تلقاء الحيا المنهل

وبحر شعر خضتهُ لذكرهِ ... وغصت في البحرِ ابْتغاء درِّه

حتَّى ملا عيني نداه عينا ... وطبتُ نفساً إذ قضيتُ دينا

دونكها معسولة الآداب ... ممزوجة بملحةِ الإعراب

مضى بها الليل مضيِّ الأنجم ... وبات زيدٌ ساهراً لم ينم

فافْتح لها باب قبول يجتلى ... وإن تجد عيباً فسدّ الخللا

لا زلتَ مسموع الثنا ذا مننِ ... جائِلة دائرة في الألسن

ما لعداك راية تقام ... وليس غير الكسر والسلام

وقال وسماها مصائد الشوارد

الرجز

أثنى شذا الروض على فضلِ السحب ... واشْتملت بالوشي أرداف الكُثب

ما بين نورٍ مسفر اللثام ... وزهر يضحك في الأكمام

إن كانت الأرض لها ذخائر ... فهيَ لعمري هذهِ الأزاهر

قد بسطتها راحة الغمائم ... بسط الدنانير على الدراهم

أحسن بوجه الزمن الوسيم ... تعرف فيهِ نضرة النعيم

وحبَّذا وادِي حماة الرَّحب ... حيثُ زهى العيش بهِ والعشب

أرض السناء والهناء والمرح ... والأمن واليُمن ورايات الفرح

ذات النواعير سقاة التربِ ... وأمَّهات عصفه والأبّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015