ذو الجود والعلم عليه أرسى ... وهكذا أصبحَ ثمَّ أمسى
فاضْرع إلى قارٍ لقاء نافع ... واقْرع إلى حامي حماه المانع
يقول للضيفِ نداه حب وهل ... ومثله ادْخل وانْبسط واشْرب وكل
إذا ظفرت عندهُ بموعدٍ ... يقول كم مال أفادته يدي
له يراع كم له في خطرهِ ... حماية منظومة مع درَّه
في الجود والبأس وفي العلمِ وفي ... ذلكَ منسوب إليه فاعْرف
فقولهم أبيض في الهبات ... كقولهم أحمر في الصفات
شم حدّه يوم الندَى والبأس ... فإنَّه ماضٍ بغير لبس
لله ما أليَنهُ عند العطا ... وما أحدّ سيفه حين السطا
يهزّه ذو الرفع في العلاء ... والجزم في الفعلِ بلا امْتراء
حبر له يثني الثناء قصدهُ ... وخلفهُ وإثرهُ وعنده
إن قالَ قولاً بين الغرائبا ... وقام قسّ في عكاظ خاطبا
وإن سخا أتى على ذي العددِ ... والكيل والوزن ومذروع اليدِ
معطَّل السمع من العذَّال ... فحالهُ مغير بحال
الفضل جنس بيته المهنى ... ونوعه الذي عليه يبنى
سامَ بهِ أهل العلا جميعاً ... وادْفع ولا ردًّا ولا تفريعا
وإن ذكرت أفق بيتٍ قد نما ... فانْصب وقل كم كوكباً يحوي السما
بين نظيم المجد والعلاء ... عند جميع العرَبِ العرباء
يقرُّ من يأتي له أو اقْترب ... وكل منسوب إلى اسمٍ في العرب
تقول مصر في علاه الواجبه ... كقول سكَّان الحجاز قاطبَه
أبنية الأنصار طلاَّع الفنن ... وزادَ مبنى حسنه أبو الحسن
جار إذا ما امْتدَّت الأيادِي ... تقول هذا طلحة الجواد
إذا اجْتليت في العطا جبينهُ ... أو اسْتشرت للرجا يمينه
تقول قد خلتُ عنه تولى راحل ... وواقف بالبابِ أضحى السائل
فياض سيب في الورَى فلم يقل ... في هبةٍ يا هب مَن هذا الرجل