وكم ثمَّ من أغصانِ غيد ثنينا ... إلى العهدِ لا تلوي من الوعدِ بيننا

ورُبَّ ظباً عارضننا ورميننا ... وأعين عين رُعْننا ورعيْننا

بما أخذتْ منَّا وما صرفتْ عنَّا

علونَ وأظهرنَ الجمال مثابةً ... تخال لها عندَ الشموس قرابة

ولم تُبق من أرواح قومٍ صبابة ... تجافيننا حتَّى فتنا صبابة

ولا طفْننا حتَّى سلمنا وما كدْنا

يجنُّ سواد الليل لي بعد قربكم ... ويضحي نهاري باسماً عند عتبكم

فلله ليل ما أجنّ لصبِّكم ... سلو إن شككتم في جنوني بحبِّكم

نهاري إذا أضحى وليلي إذا جنىّ

نهاري بأخبار الرضا يتبسَّم ... وليلي إلى روح الرجا يتنسَّم

وجوهر روحي منكم يتقسَّم ... تبشِّرني الألطاف بالقرب منكم

فصدريَ ما أفضى وعيشيَ ما أهنا

وما أحسن الدنيا نعيماً ومنسكا ... بدولة سلطان محا شكوَ من شكا

بمطلب جود لم يخف منه مهلكا ... فسهَّل للدنيا وللدين مسلكا

وأسبلَ أذيال النجاح فأسبلنا

فيا رُبَّ أيد دولة الملك الذي ... روى حسن الأوصاف عن عرفها الشذي

لقد أخذت في ملكها خير مأخذ ... بسهميْ ثناء أو دعاءٍ منفذ

ترى الفوز منه قابَ قوسين أو أدنى

مليك وجدنا بابه الرحب معدنا ... لكسب الثنا والأجر والملك موطنَا

فجاءَ الرجا من كلِّ ناحيةٍ بنا ... وفاضت بحور الشعر بالمدحِ والهنا

على بابِهِ حتَّى سبَحنا وسبَّحنا

وزدنا به من رائق العيش صفوهُ ... وجوَّز من بعد التحرُّج زهوهُ

ولما رأينا الجدّ بالجودِ لهوهُ ... ركبنا المطايا والسوانح نحوهُ

فيا بحر قد صارتْ سوابحنا سُفنا

جرينَ بنا كالسفن جري السوابح ... إلى بابِ قصرٍ سافر النجْح سافح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015