سوائر من غادٍ إليه ورائح ... عمرنا وعمَّرنا بيوت المدائح
فلله حسنى ما عمَرْنا وعمَّرنا
مليك له في اسم وفعل بنصرِهِ ... عوائد من سرِّ الجميل وجهره
ولما نصرنا في الحروب بذكرِهِ ... قصرنا على كسب الغنى باب قصره
فيا حبَّذا القصر المشيَّد والمغْنى
لنا ملكٌ قد كمَّل الله فضله ... فخوله ملك البسيطة كلّه
بحدٍّ وجمع جمَّع الفضل شمله ... هو البحر إلا أنَّنا سمكٌ له
بلقياه نحيى أو بفرقته نَفنى
مبادِيه في العلياء غايات من مضى ... من الحائزين الملك يَعْنُو له القضا
له صارم عزم وحزم قد انْتضى ... فهو حاكم بالعدلِ في وصفه رضا
وكم معرب يبني وكم شرف يبنى
يحقُّ لشعري أن يطيش نباته ... سروراً بسلطانٍ وفت لي صِلاته
ومدح تسامت كلّ يومٍ رواته ... إلى روض قولٍ باكرت زهراته
وأعذرهُ لو طاشَ والإنس والجنا
لذكركَ يا أوفى الملوك الأكارم ... عفا طلل من ذكر معنٍ وحاتم
كأنَّك عنهم قد ختمت بخاتمٍ ... فحاتم طيّ ما له بشر باسم
ومعن فلا لفظ يحسّ ولا معنى
لعمريَ لو كانوا نجوماً ترفَّعت ... وأحملها ضوء الصباح فأقلعت
ممدَّحة يوم النوال تورَّعتْ ... وكانوا بحاراً في زمانٍ توزَّعت
ندامى كأنَّا في أحادِيثِهم خضنا
إلى أن تجلَّت طلعة ناصريَّة ... جلتْ دولة من ملكها قاهريَّه
مليَّة أبيات العطا قادريَّة ... وكان عطا معن القرى نادريَّه
وأنت القرى أعطيتَ والكنز والمدنا
فلا زالَ للإسلامِ ملكاً وناصراً ... وللمالِ والأعدا مبيداً وقاهراً
ولا زالَ كلّ الناس أصبحَ شاعراً ... يقيم لوزني شعره البرّ وافراً
وما كانَ ذو وفر يقيم لنا وزنا