واحسرتاه لنظمِي في مدائحه ... كيفَ اسْتحالَ لنظمي في مراثيه

أبكيه بالدُّرِّ من جفني ومن كلمي ... والبحر أحسن ما بالدُّرِّ أبكيه

أروي بدمعِي ثرى ملك له شيمٌ ... قد كانَ يذكرها الصَّادِي فترويه

أذيل ماء جفوني بعدهُ أسفاً ... لماء وجهي الذي قد كانَ يحميه

جادٍ من الدمعِ لا ينفكُّ يطلقهُ ... من كانَ يطلقُ بالإنعامِ جاديه

ومهجة كلَّما فاهت بلوعتها ... قالت رزيَّة مولاها لها إيه

ليتَ المؤيد لا زالت عوارفه ... فزاد قلب المعنَّى في تلظِّيه

ليت الحمام حبا الأيام موهبةً ... فكانَ يفني بني الدنيا ويبقيه

ليتَ الأصاغر تفدى الأكبرون بها ... فكانت الشهب في الآفاقِ تفديه

أعزز عليَّ بأن ألقى عوارفه ... ملءَ الزمان وإنِّي لا ألاقيه

أعزز عليَّ بأن تبلى شمائله ... تحتَ التراب وما تبلى أياديه

أعزز عليَّ بأن ترعى النجوم على ... سرحٍ من الملك قد خلاَّهُ راعيه

هلاّ بغيرِ عماد الدِّين حادثة ... ألقت رداه وأوهت من مبانيه

هلاّ ثنى الدهر غرباً عن محاسنِهِ ... فكان كوكب سعدٍ في لياليه

ترى درى الدهر مقدار الذي فقدت ... من فيضِ أدمعه أحوال أهليه

ترى درى الدهر ما معزى سماحته ... فجاءَ مهجته في زيِّ عافيه

لا أعتب الزمن المودي بسيِّدهِ ... يكفيه ما قد تولَّى عنه يكفيه

لهفي وهل نافعي لهفي على ملكٍ ... بات الغمامُ على الآفاقِ يبكيه

لهفي وهل نافعي لهفي على ملكٍ ... كسى الزمان حداداً من دياجيه

لهفي على الملك قد أهوت سناجقه ... إلى التراب وقد حُطَّت غواشيه

لهفي على الخيلِ قد وفَّت صواهلها ... حقّ العزا فهو يشجيها وتشجيه

لهفي على ذلك السلطان حينَ قضى ... من الحمام عليهِ حكمُ قاضيه

لهفي عليهِ لممتار ومطَّلب ... بالمالِ يقريه أو بالعلم يقريه

لهفي عليهِ لجودٍ كانَ يعجبه ... فيه الملام كأنَّ اللَّوم يغريه

لهفي عليهِ ابن عليّ من ذخائرِهِ ... إلا ثناً أضحتْ الدنيا تواليه

لهفي عليهِ لحلمٍ كانَ يبسطهُ ... على العفاةِ ومدحٍ كانَ يجنيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015