كانَ المديح له عرساً بدولتِهِ ... فأحسن الله للشعرِ العزا فيه

كانَ الفقير إذا أمرَ الزمان بغى ... عليه قامَ إلى السلطانِ يُنهيه

كانَ المؤيد في يومي ندى وردَى ... غيثاً لراجيه أو غوثاً للاجيه

تروى صحاح القضايا عن براعتِهِ ... والنصر في الحربِ يروي عن عواليه

من للعلومِ وللأعلامِ ينشرها ... وللوغَى ورداء الخوف يطويه

من للكسيرِ من الأهوالِ يجبرهُ ... وللطريدِ من الأيامِ يأويه

من للتصانيفِ أمثال الكواكب في ... ليلِ المداد لساري الفكر يهديه

مضَى وقد كانَ عضباً للزمانِ فيا ... لهفي على مغمدٍ في التربِ ماضيه

لو أمكنَ الصبر عنهُ ما أنستُ به ... فكيفَ والحزنُ من أحشاي ينعيه

آهاً لأحمر دمعٍ بعد أشهبه ... أجراهُ حتَّى لقد أفناه مجريه

أفنى المؤيد تبر الدمع من بصرِي ... وتلكَ عادته في التبرِ يفنيه

كيفَ السلوُّ وحولِي من صنائعه ... ما يمنع الصخر من أدنى تسلّيه

هذي حماة أغصَّ الهمُّ وادِيها ... وطاوعَ الحزن فيه دمع عاصيه

كأنَّه اسْتشعر الأحزان من قدمٍ ... فللنواعيرِ نوح في نواحيه

هذي المنازل والدنيا معطلة ... كأنها اللفظ خالٍ من معانيه

جادَ الحيا قبرهُ الزاكي فلا برحت ... سحائب العفو والرضوان تسقيه

نعم السحائب تسقي صوب وابلها ... نعم الضريح ونعم المرء ثاويه

مهنَّأ بجنانِ الخلد دانيه ... ونحنُ نصلى بنارٍ من تنائيه

من كانَ يتعب في المعروف راحته ... فهو المنى بترحيبٍ وترفيه

يا آل أيوب صبراً إنَّ إرثكمو ... من اسم أيوب صبر كانَ ينجيه

هي المنايا على الأقوامِ دائرة ... كلٌّ سيأتيه منها دورُ ساقيه

هيَ المقادير هذا الأصل تنزعه ... بعد النموِّ وهذا الفرع تنميه

كأنني بسليلِ المكرمات وقد ... سعى بحقِّ تراث الملك ساعيه

محمد وهو اسمٌ عنه مشتهر ... ولى به بيت إسماعيل ينشيه

يا ناصر الدِّين أنتَ الملك قد قرأت ... علائم الملك فيه عين رائيه

ومن أبيكَ تعلَّمت الثباتَ فما ... تحتاج تذكُّر أمراً أنتَ تدريه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015