من القومِ تمحى نجوم السما ... وآثار سؤددهم باقيه
رياض محامدهم غضَّة ... والسحب عوارفهم هاميه
أأزكى الورَى أسرة برّه ... وأسعدهم همَّة عاليه
إليك بعثتُ وفود الرجا ... ووجَّهت همَّتيَ القاصيه
وأمَّلت برّك دون الورَى ... زمان يديْ عنهمُ نائيه
دعاني سواك لعين النوال ... فقلت على عينك الرَّاقيه
وكانَ المؤيد ثمَّ انْقضى ... فأيَّدَ مطالبي العانيه
وخذها عقلة مدح على ... بني الشعر رتبتها عاليه
بحقِّ الركوب لمن قالها ... على عنق الضِّدِّ بالغاشيه
يتيمة فكر امرئٍ يرتجي ... كفالة أيامه الماضيه
وقال في محيي الدين بن فضل الله
البسيط
بدا وقامته تختال بالتِّيه ... فأيُّ شمس على رمحٍ تحاكيه
وقمتُ أذكره بالظبيِ ملتفتاً ... فقالَ لي طرفهُ من غير تشبيه
أغنّ يبعد مشتاقاً ويرشقهُ ... باللَّحظِ فهو على الحالين يرميه
ما للذي فتنت قلبي محاسنهُ ... أضحى يعذِّب روحي وهي تفديه
وما لعاذل قلبي في محبَّته ... تعبان يدخل فيما ليسَ يعنيه
ألفاظه الريح لكن في الحشا لهب ... وربَّما كانَ مرّ الريح يُذكيه
والقلب قد أشكر الله الحبيب بهِ ... فما الملام على حالي بمخليه
لا يختشي بيت قلبي غزوَ لائمه ... فإنَّ للبيتِ ربًّا سوف يحميه
يا ثاني العطف من تيهٍ ومن غضبٍ ... حتَّى كأنيَ قلت الغصن ثانيه
خفض قلاك وعلَّلني بوعدِ لقا ... وخلّ عمري يقضي في تقاضيه
وابعث خيالاً تراني منه في جدلٍ ... فالروح تثبته والجسم ينفيه
هيهات طال سهادي في هواك فلا ... طيف أراه ولا سقم أواريه
أحيي اللياليَ تِسهاداً فيا لفتىً ... يميته الليل حزناً وهوَ يحييه
لو كانَ للَّيلِ سلطان كما زعموا ... لكانَ ينصف جفني من تشكِّيه