فقالَ وأحنقَ في غيظِهِ ... أقوم فقلت إلى الهاويه

أطيع وقد قالَ لي باطلاً ... وأين سلويَ والواشيه

فقدتك ناصية للوشاة ... فاًنَّك كاذبة خاطيه

أرى الحبّ يا صاحبي خلَّة ... تدلُّ على رقِّة الحاليه

فدع قلبي الصبّ يغشى الردى ... وتقتله الفئة الباغيه

ذكرتُ الشباب وأقمارهُ ... جوانح للمَّة الدَّاجيه

وروضاً كأنَّ سقاه المدام ... تبتري سواقيه الجاريه

تولَّى الزمانُ بهذا وذا ... فلم يبقَ ساقٍ ولا ساقيه

وطوَّح بي الدهرُ في غربةٍ ... صُليت بنيرانِها الخاميه

كأنيَ خارج خط استواء ... فما ليَ في ظلِّها زاويه

طروسيَ ناشرة فضلها ... وبالجوعِ لي مهجة طاويه

أضيع وقد ضاعَ من منطقي ... شذا ما بدا قبل في الباديه

عسى كرم الأفضل المرتجى ... يوقع في قصَّتي الشاكيه

مليك له سورٌ في الثنا ... تظلُّ السراة لها جافيه

وبأس تبيت عيون الجرا ... ح لهيبته في الوغى داميه

وإيضاح رأي بنحوِ العلى ... قضاياه شافية كافيه

وعفو يقول لساري الذنو ... ب إلى جبلِ الحلم يا ساريه

ولفظ يقرِّط أسماعنا ... بما لا رأت مثله ماريه

وجود ينقص جود الحيا ... موازين أنعمه الوافيه

فخذْ من قواعد أكياسه ... ودعْ لندى حاتم الماشيه

له الله من سائر المكرما ... ت وأطواد سؤدده راسيه

متيَّمة بالعلى نفسهُ ... وعين السهى تحتها ساهيه

وحاكمة بين حسَّاده ... وقصَّادِه يدهُ الساميه

فهاتيك خائفة بأسها ... وهذي لأنعمها راجيه

تظلّ على العسر أقلامه ... فتأخذه أخذة رابيه

سمعنا محاسن قوم ولا ... كمثل محاسنه البادِيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015