سقياً لوصلك والأيام عاطفة ... تردُّ دمع المعنَّى من مآقيه
وصل تكنَّف روحي بعد ما جهدت ... كمل تكنَّف دين الله محيِّيه
حامي حمى الملك بالأقلام مشرعة ... على المنى والمنايا حول واديه
لو ألقيت كعصا موسى على حجرٍ ... نفجَّر الماء من أقصى نواحيه
جاءت بيحيى معاليه مبشراً ... فصدَّقت يده بشرى معاليه
يدٌ بأصلِ نداها فرع كلّ ندى ... كالبحر ناقلة عنهُ سواقيه
سارت وراءَ خباها السحب وادعة ... لا تأخذ الماء إلا من مجاريه
يا محسن الظنّ هذا نحو أنعمه ... بمفرد الفضل قد نادى مناديه
يمَّم مغانيَهُ بالقصدِ محتكماً ... إنَّ الغنى اشْتقَّ فينا من مغانيه
ذاك الذي يستمدُّ النيل أنعمه ... فما الأصابع إلا من أياديه
حوت كنانة سهماً من براعته ... لا تعرف اليمن إلا حينَ تحويه
بكفٍّ زاكي السجايا إن برى قلماً ... يكاد ينطقُ تمجيداً لباريه
ذو السؤدد المحض لا طود يجاذبه ... ثوب الوقار ولا نجم يساميه
ماضي شبا العزم كم حالٍ به علقت ... تعلُّق الحال من فعلٍ بماضيه
في بيت فضلٍ على الجوزاء مرتفع ... تعنو القصائد عن أدنى مبانيه
لم ندرِ ما فيه من وصفٍ فنحصره ... وصاحب البيت أدرَى بالذي فيه
بيت ليحيى من الفاروق متَّصل ... بخٍ لماضيه من بيتٍ وباقيه
قلْ للذي نهضت للمجدِ همَّتهُ ... ضاهى السماك ويحيى لا يضاهيه
إنَّ السيادة قد نضَّت سوالفها ... لواحد العصر يصبيها وتصبيه
مقسم الدين والدنيا على شيمٍ ... قد أتْعبت في المعالي من يجاريه
أيامهُ للعلى والمجد قائمة ... وللعفاف وللتقوى لياليه
ما زالَ يعمل آراء وأدعية ... حتَّى اسْتوى الملك في أعلى صياصيه
واسْتوثق العدل في الدنيا فليسَ بها ... جانٍ سوى راتع في الروضِ يجنيه
يا من له الفضل باديه وحاضرهُ ... ومن لهُ القصد دانيه وقاصيه
دين الرجا قد تناهت لي مطالبهُ ... على الزمانِ ولكن أنتَ قاضيه
أدعوك دعوة شاكي الحال معتقد ... أن ليسَ غيركَ بعد الله يشكيه