إليك جمال الدين الله قصداً ... تعوَّد منك عزماً واحْتفالا

وكنت بلوت برّك من قديمٍ ... فلم أصرف لغير حماكَ بالا

رعاكَ الله ما دعيَ ابن غيث ... وزادَ ندى يديك ولا أزالا

لقد حسنت فعالك في البرايا ... فحسَّن فيكَ مادحك المقالا

وقال ولم ينشد

الطويل

دعوني لذكرى حسنه أقْتضي العذلا ... ليملأ سمعي عنه أحسن ما يملى

بروحيَ أمرُّ الناس نأياً وجفوةً ... وأحلاهمُ ثغراً وأملحهم شكلا

يقولون في الأحلام يوجد شخصه ... فقلتُ ومن ذا بعده يجد الأحلا

ومن لي بطرف يستزير خياله ... وقد حلف التَّسهيد من بعده أن لا

روى وجهه من تحت صدغيه معرضاً ... فأعدم طرفي ذلك الروض والظلاّ

وكلَّفتني في رحلتي وإقامتي ... على حسنه المطلوب أن أضرب الرملا

كأنيَ لم أختم على تبرِ خدِّه ... بلثمٍ ولم أجعل عناقي له قفلا

ولم يسع نحوي شخصه أو خياله ... فإن لم أصب من وصله الوبل فالطلاّ

على أنَّ لي فيه أمانيّ فكرة ... أعيد على رغم الحسود بها الوصلا

ولي في الذي أهوى هوىً فلو أنه ... تكلَّف لي عطفاً لناديته مهلا

وكانَ بودِّي لو أطقت تسلياً ... فحققت عنهُ صبوتي كلما ملاّ

وحمّلت عنه ما عناه فلم أدع ... على خصره سقماً ولا جفنه ثقلا

تحكَّم في ودِّي لديه وسلوتي ... فأحسن في أحكامه العقد والحلاَّ

وإني على ظنِّي به وصبابتي ... لأقنع من يدري على الطرفِ أن يجلى

أبى الله أن يجزي بذكرى أسرةٍ ... تطفَّلت في العليا على مجدِهم طفلا

فيا لكَ بيتاً لا يقال لأهله ... عزيز علينا أن نرى ربعكم يبلى

ولو حلَّ بي طيفاً وللراح سوْرَةٌ ... بعقليَ لم أسلك به غير ما حلاَّ

سجيَّة آباءٍ كرمٍ ورثتها ... وفقه عفاف يجمع الفرع والأصلا

ويدعو حماه طالباً بعد طالب ... إلى المال يستجدى أو العلم يستجلى

فيا ليت شعري هل أرانيَ واقفاً ... على بابهِ لا أقتضي الكتب والرسلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015