عجبتُ لثغره البسَّام أهدى ... لنا درًّا وقد سكن الزّلالا

شهدتُ بشهدِ ريقته لأنِّي ... رأيت على سوالفهُ نمالا

وأشهد أنَّ في خدَّيه جمراً ... لأنَّ بمهجتي منه اشْتعالا

فيا لنعيم جسمٍ قد حواه ... وقد أهدى إلى قلبي الوبالا

سأشكو الحزنَ ما بقيت حياتي ... وأشكر في صنائعه الجمالا

على حمدِ ابن محمود اسْتقرَّت ... عقول العالمين ولا جدالا

رئيس للعلى طالت يداه ... ولم يفخر بذاك ولا اسْتطالا

بديهيّ المواهب يوم جود ... إذا روَّى الورَى وهَبَ ارْتجالا

ونحويِّ العوارف يوم جاهٍ ... فكم نصبت على التَّمييز حالا

وكم عطفت لذا من بعد هذا ... وكانَ العطف والبذل اشْتمالا

لقد زهت العواصم يوم وافى ... وأمست عصمة وغدت ثمالا

وصحَّ حمى الشمال بيمن رأيٍ ... أنالَ من السعادةِ ما أنالا

فما يشكو سوى لحظ الغواني ... ونشر الروض سقماً واعْتدالا

وكيفَ وقد تولَّى في حماه ... عليّ القدر ذو كرم توالى

حكى السبع الشداد علاً وحاكت ... عليه مدائحي السبع الطّوالا

أعاذله على المعروفِ دعهُ ... فإنَّ له به عنك اشْتغالا

وطالب شأوه في المجدِ أقصرْ ... ودعْ ليث العرينة يا ثعالى

له قلمٌ يكفُّ الخطب كفًّا ... وينهمل الندَى منه انْهمالا

إذا جلى الحروف فلست أرضى ... سنا ابن هلال ثمَّ ولا الهلالا

تجانسَ صنعه فترى سجلاًّ ... يروق وفي النوال ترى سجالا

براحةِ منعم تعبت فسادت ... وحاولَ طوله العليا فطالا

وثقت بجودِهِ فرأيتُ مالا ... أرى من غيره وكنزت مالا

ألم ترَ أنني في كلِّ عامٍ ... إلى طلب العلى أبغي الشمالا

بإسماعيل ابْتدئ الأيادي ... وإبراهيم اخْتتم النوالا

لقد رفعا قواعد بيت جودٍ ... دعا حجّ المقاصد واسْتمالا

ولا والله لا أزجي ركاباً ... لغيرهما ولا أنهي سؤالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015