وأرسلتها غرَّاء كالغصن يانعاً ... وزهر الرُّبى ريَّان والريح سلسلا
ممنَّعة المغزى تجر برأسهِ ... جريراً وتلقي من جرى الكلب جرولا
شببت لها فكري وفاحت حروفها ... كأنيَ قد دخَّنت في الطرسِ مندلا
وأعْتقت رقِّي من خمولٍ عهدته ... فحزت وَلا قلبي وللمعتق الولا
وأنت الذي أسْعفتني فصنعتها ... ولولا الحيا لم يصبح الترب مبتَّلا
فلو رامها الطائيّ من قبل لم يقل ... لهانَ علينا أن نقول ونفعلا
وكم مثلها أهديتها طيّ مدرجٍ ... تكاد لفرطِ الشوق أن تتسلَّلا
يفوه بها الراوي فيملأ لفظها ... فم الخلّ درًّا أو فم الضدّ جَندلا
جمعت بنعمى راحتيك فنونها ... كما جمعَ السلك الجمانَ المفصَّلا
ومثلك من حلَّت أياديه حسنها ... فزادَ وثنى حظّها فتكمَّلا
بقيت لهذا الدهر تبسط إن أسا ... يديك فما ينفكُّ أن يتنصَّلا
ودمت لشأوِ المجد بالطول راقياً ... ومن طلبَ المجد العليَّ تطوَّلا
حلفت يميناً ليسَ مثلك في الورَى ... فما شرع الإسلام أن أتحلَّلا
وقال أفضلية
الخفيف
بعثت طيفها إلينا رسولاً ... فبلغنا من الزيادة سُولا
ثمَّ ولَّى فليت أنا قدرنا ... فاتَّخذنا مع الرسول سبيلا
يا له واصلاً إليَّ وما كا ... دَ بدمعي أن يستطيع وصولا
خلّ يا دمع مقلتي في الدجى إ ... نَّ لها في النهارِ سَبْحاً طويلا
وأعدْ يا نسيم أخبار مصرٍ ... رُبَّما طارحَ العليل عليلا
أنت لا شكّ من صبا أرض مصرٍ ... فلهذا أرى عليك قبولا
وملول هويتهُ غير أنِّي ... لا أراه من الملال ملولا
ذو جمال على بثينة يزهى ... يا شكاة الهوى فصبراً جميلا
ورضاب حماه رمح التثنِّي ... فهوينا العسَّال والمعسولا
جلَّ ربٌّ أعطاه تحسين مرآ ... هـ وأعطى الأفضل التَّفضيلا
ملك قد زهى به مربع المل ... ك فحيَّى فرعه والأصولا