أعظمْ بهاتيك اليراعة إنها ... حصنٌ لأقطار البلاد حصين
تفدِي لقاصدها وتحفظ سرح ما ... وَلِيَتْ فتبذل ما تشا وتصون
كم أطربت سمعاً لرافعِ قصةٍ ... فكأنَّ رجعَ صريرها تلحين
ولكم جنت حرباً لطالب فتنة ... فكأنَّ صفَّ سطورها صفَّين
نشأت بغيل الأسد يرضعها الحيا ... فلذاك تقسو تارةً وتلين
يا حبَّذا باب الوزير وحبَّذا ... بالقاصدين جنابه المشحون
يلقاك من نور المهابة حاجبٌ ... لكنَّه بنواله مقرون
وأغرُّ لا يشكو النزيل ببابه ... ضرراً ولا يتظلَّم المسكين
فرضت مواهبه وأرهف عزمه ... فتوافق المفروض والمسنون
ذو راحة من برّها وعقابها ... من كلِّ شارقة مُنى ومنون
تجري بما نفعَ الورى أقلامها ... فكأنَّها بحرٌ وهنَّ سفين
وتنال ما أعيى الرجال كأنَّها ... جدٌّ وأبناء الزمان مجون
أمعيد سرح الملك يزهى شأنه ... من بعدِ ما مرَّت عليه سنون
ألله جارك ما أبرّ شمائلاً ... تعنو الخطوب لأمرها فتهون
جنَّ الذي يبغي مقامك في العلى ... ويروم شأوك والجنون فنون
وفعائلاً تمضي إرادتها إذا ... ما صاحب الأفعال قد والسين
لا زالَ بابك ظله فوق الرجا ... ونزيله التأييد والتمكين
وفرتْ مواهبه ورقّ مديحه ... فتشابه المكيول والموزون
وقال يعاتبهم على البخل بجاههم
البسيط
أعدَى بغيركُم دمع المحبينا ... حتَّى تلوَّن يوم البين تلوينا
يا هاجرين بلا ذنبٍ سوى شجنٍ ... بين الجوانح لا ينفكّ يشجينا
لا تسألوا ما جرى من فيضِ أدمعنا ... فيكم وما قد جرى من غدركم فينا
أمَّا الرجاء فما راعيتموه لقد ... غرّت بدوركُم آمالَ سارينا
كيف السبيل إلى إنصاف قصتنا ... إذ خصمنا في سبيلِ الحكم قاضينا
يجني علينا ويجني للأسى ثمراً ... شتَّان ما بين جانيكم وجانينا