وحسبك يا فرع السيادة والعلى ... فنونٌ أضاءت في الفخار وأفنان
تجمَّع في أوصافك اللطف والسطا ... كأنَّك في أثنا ثنا حرّ نيسان
وسرّ فقد أحيت محياك آخذاً ... كتاب العلى بل سرّ جدك عدنان
رأتك نظير العين في الناس دولة ... على رأسِها من صوغ لفظك تيجان
لقد شاءَ ربُّ الناس تفضيل قدرهم ... كأنَّك فيهم يا أخا العين إنسان
وإنَّك يا عين الملوك شهابهم ... إذا زاغَ في أفقِ المهالك شيطان
وإنَّك للبحرِ الذي كله وفاً ... وكلّ حصى شطَّيه في النَّقد عقيان
بدأت بخير طالَ دون تمامه ... لحظّي وللأيَّام عدوٌ وعدوان
ودافعني الديوان عن متوفرٍ ... ولي فيكَ يا أوفى الخليقة ديوان
فقمْ في ذرى العليا قيام عنايةً ... سيمضي بها أزمان ذكرٍ وأزمان
ودونكَ مني كل مشرقة الثنا ... لها الأفق مغنى والأهلة جيران
منظمة من كلِّ بيت بودّكم ... ففي كلِّ بيت للموالاة سلمان
ولا عيبَ فيها غير راحة نظمها ... وحاسدها ذاك المنكل تعبان
يحاول نظماً مع مثاقيل نظمه ... كأنَّ يراعاً في الأناملِ قبَّان
وقال وزيرية
الكامل
أرأيت نهج الحق كيف يبين ... ومطالع الوزراء كيف يكون
والدّرّ كيف يغيب في أدراجه ... ويعاود التقليد وهو ثمين
والعضب يعرف قدره وعناءه ... إن سلّ أو غمضت عليه جفون
لله أيّ بشارة سيَّارةٍ ... قرت عيونٌ عندها وظنون
دعت الوزارة أن يعود لشملها ... كفءٌ فقال لها الزمان أمين
ما زالَ داجٍ أفقها حتَّى بدا ... من حضرة القدس السنا المكنون
وسرى الوزير إلى البلادِ كما سرى ... للجدب منبجس الغمام هتون
وتلقفت إفك الغواة يراعةٌ ... ألقت عصاها في الأمورِ يمين
محمرَّةٌ فكأنها مخضوبة ... ممَّا تقدّ من العدى وتبين
حلفت فبرَّت أن ستكشف ما دجى ... ولنعم مخضوب البنان يمين