واجْتل البكر من ثنائيَ لا تحتا ... ج من واصفٍ إلى تزيين
أنت أولى يا بحر علمٍ وبرّ ... كل وقت بمثل هذي النون
سلكت راحتاك ما اسْتصعب النا ... س من الجودِ والعلى في الحزون
أصل كلّ الأنام ماءٌ ولكن ... أنت من رائقٍ وهم من أجون
وقال علائية في ابن فضل الله
السريع
مقسّم الخاطر ولهانه ... مخبرٌ عن شانهِ شانه
تكلمت مهجته بالأسى ... وعبرت بالحال أجفانه
بالروحِ أفدِي أغيداً قد بدا ... يخطُّ فوق الخدِّ ريحانه
عادٍ على نوم الورى ناهبٌ ... وهو ثقيل الجفن وسنانه
يحمي شقيق الروض في خدِّه ... وبالقنا يحجب نعمانه
واهاً له خدًّا حكى جنةً ... وخاله الأسود جنَّانه
أضحى معاذاً من سلوّي فما ... يزال يضني القلبَ فتَّانه
يا واعداً من بُعدِه بالردى ... يكفي من الواعد هجرانه
تجني بساتين البرايا وقد ... جنى على رآئيك بستانه
وعاذل مقلته لا ترى ... والصبّ لا تسمع آذانه
يجهل جهل الثور في عذله ... فخلّه يطلقُ فدَّانه
ما أكتم القلب لتبريحه ... وقد توارت منه نيرانه
قلبت يا قلبي زنداً فما ... يضره للنارِ كتمانه
إن كان حزني من رضاها جرى ... فمن سرور القلب أحزانه
وجيرة في القلب أسكنتهم ... فارتحل البيت وسكانه
وأصبح المغرم قد فاته ... مكانه منهم وإمكانه
إذا دعَا خادم شجوٍ إلى ... دمعٍ جرَى في الحالِ مرجانه
فقلبه في مصر مستودعٌ ... وفي أقاصي الشام جثمانه