ملتقى القصد مرتقى المدح مهوى ال ... رفد غيث الولي غيظ القرين
بحر فقه وإن تشأ فابن بحرٍ ... في ضروب البيان والتبيين
وخطيب يكفي الخطوبَ بلفظ ... يستميل الصخور بالتليين
ساجع يورق المنابر ميساً ... فتلذّ الأسجاع فوقَ الغصون
وإمام المحراب يشهد علمٌ ... حازهُ أنه إمام الفنون
وسريّ ضاهى الهلال ارْتفاعاً ... وضياء بعزمه المستبين
ساور الفرقدين عنه إلى أن ... أسلماه وتله للجبين
ضاع مدحٌ يهدى لغير علاه ... ضيعة البكر في يد العنين
فعلت راحتاه في كلّ عسرٍ ... مثل فعل المضاف في التنوين
كل يوم فتوَّةٌ وفتاوٍ ... منقذات الجهول والمسكين
قسماً بالضحى لديه من البش ... رِ وبالليلِ من يراعٍ أمين
إنَّ نظم المديح فرضٌ علينا ... كلّ يوم لعزمه المسنون
شبه الناس جوده بالغوادِي ... كاشْتباه الهلال بالعرجون
هكذا يفخر المحاول فخراً ... ليس حسن الوجوه كالتحسين
شرفٌ في تواضعٍ واحْتمال ... في اقْتدارٍ وهيبةٌ في سكون
لجأ الفضلُ من علاه لطودٍ ... مشمخرٍّ سامي المنال ركين
ويراع قد كانَ مرباه قدماً ... في عرينٍ يسقى بغيثٍ هتون
فلهذا في الجودِ حاكَى حبا الغي ... ث وحاكى في البأسِ أسد العرين
فيه سحر يبين عنا شكوكاً ... أيّ سحرٍ كما رأيت مبين
ووقى كلّ آمرٍ جلب القص ... لمغناه غير ما مغبون
من أناسٍ سادوا وشادوا معالي ... هم بشدٍّ عند الفعال ولين
مثل بيضٍ من الظّبا رونقاً في ... صفحاتٍ وحدّه في متون
ملكوا راية البيان وحلُّوا ... عنق الدهر بالكلام الثمين
أيُّها العالم الذي حصَّن الدِّ ... ين بأوراقِ كتبه في حصون
أمر الله أن تسود ويزهى ... حينك المجتلى على كلّ حين
فابْق سامي المحلّ هامي العطايا ... سابق المجد دائم التمكين