كرم كفيض السيل إلاَّ أنه ... لا مانع السقيا ولا متأسن
وعلاً يموت به الحسود تحسراً ... فكأنَّه بثيابه متكفنُ
ما ضرَّ معشر حاسديه لو أنهم ... فطنوا لسرّ الله فيه وأذعنوا
الله قدَّر في العزائم أنهم ... يتحارفون وأنه يتسلطن
يا ابن الملوك إذا دعاهم مقترٌ ... لانوا وإن دعيت نزال اخشوشنوا
نسب كصدر الرمح إلا أنه ... عند المحامد ليس فيه مطعن
لله دهرك إنه الدهر الذي ... سيءَ الكفور به وسرّ المؤمن
شيدت بإسماعيل أركان العلى ... فإليه يلتجئ الرجاء ويركن
ودعا ندى ابن عليّ كلّ مودةٍ ... حتَّى استوى الشيعيّ والمتسنن
فليعذر المدَّاح فيه فإنهم ... بالعجز عن أدنى المدى قد أيقنوا
عنت القرائح عن بلوغ صفاته ... وتسترت خلف الشفاه الألسن
وقال أيضاً يمدحه
السريع
لا تسألوا في الحبّ عن شاني ... فقد كفى تعبير أجفاني
هويت من طلعته روضة ... ففاضت العين بغدران
غصن من البان إذا ما انثنى ... أبصرت فيه ألف بستان
أشبهت في حبيه ورق الحمى ... فكلنا نبكي على البان
بالروح أفدي وجنتي مالكٍ ... كأنَّه من حور رضوان
فرَّ عن الجنات من تيهه ... وعذَّب الصبّ بنيران
ظبيٌ إلى القاني له نسبةٌ ... واحرباً من خدِّه القاني
تقول لي نشطة أعطافه ... ضلَّ الذي بالرمحِ حاكاني
حلوانِ من عطفيّ قد أينعا ... فكيف تحكيها بمران
يا فارغ الفكرة من شقوتي ... يعينني من فيك أشقاني
لا وندى ابن الأفضل المرتجى ... لا نكثت بيعة أشجاني
ذاك الذي أنقذني جوده ... من مخلب الدهر فأحياني