أيا مالكاً أغنى عن الغيث جوده ... وأغنته حومات الوغى عن حصونه
بك ارتدَّ مشكوّ الزمان عن الأذى ... وأطلق أبناء المنى من سجونه
وقد كان ذا همزٍ يحاذر فانتهى ... إلى مدِّه بعد الإباء ولينه
وكم لك عندي من ندًى يفضل الثنا ... ويحلف أن الشعر غير قرينه
إذا قلت قد قابلته بقصيدةٍ ... بدا غيره مستظهراً بكمينه
فدونك مدحاً من قريحة مادحٍ ... يقابل أبكار الصِّلاة بعونه
رأى أنَّك البحر الذي طاب ورده ... فجاءك من نظم القريض بنونه
وقال أيضاً يمدحه
الكامل
أُخفي الأسى ولسان دمعي يعلنُ ... وأرى الدّمى ترنو إليَّ فأُفتن
وتظل تعدي الغانيات مدامعي ... فمدامعي كعهودها تتلوَّن
بأبي التي أسكنتها في خاطرِي ... وسرت فسار مع النزيل المسكن
لمياء لي دينٌ على ميعادها ... مع أنَّ قلبي عندها مسترهن
تبدي اللآلئ منطقاً وتبسماً ... فكأنَّ فاها للآلي معدن
ويلومني فيها خليٌ ما درى ... الشمس أم تلك المليحة أزين
يا لائمي انظر حسن تلك وهذه ... وادفع ملامك بالتي هي أحسن
كيف التصبر عن سعاد وحسنها ... كالفضل في الملك المؤيد بين
ملك على عهد المعالي ثابت ... لكنه في فضله متفنن
بينا يرى بحر العلوم إذا به ... بحر الندى فحديثه متشجّن
ظعن الكرام الأولون وأقبلت ... أيَّامه فكأنهم لم يظعنوا
لم يبقَ لولا جوده ومديحنا ... مالٌ يكال ولا مقالٌ يوزن
من أين للآمال مثل مقامه ... ألروض أفيح والغمائم هتن
نعم الملاذ لمن يلوذ بظله ... من شرِّ ما يخشى وما يتحصّن
خذ عن عواليه أحاديث الوغى ... فحديثها عن راحتيه يعنعن
شرف القتيل بسيفه فقتيله ... في الجوّ ما بين الحواصل يدفن
وتطابقت أفعاله لعفاته ... فالكيس تهزل والحقائب تسمن